اكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان مصر تدرك جيدا الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان غزة نتيجة نقص الوقود الذي أثر بالتالي علي معظم الخدمات التي تمس حياة المواطن الفلسطيني وتدرك أيضا أن اسرائيل أوجدت أزمة داخل أزمة عندما أوجدت أزمة الوقود داخل أزمة الحصار الشامل علي القطاع مشيرة الى أن أزمة الوقود أحد مظاهر الحصار الذي يجب أن يفك بشكل كامل وانها مستمرة في جهودها من أجل الوصول إلي تهدئة ورفع المعاناة الانسانية والحصار عن الشعب الفلسطيني. واعربت عن استغرابها من خروج بعض التصريحات المثيرة غير المسئولة على لسان بعض كبار المسئولين في قطاع غزة حول تكرار ماحدث من اجتياح للحدود المصرية في23 يناير الماضي متسائلة بالقول لماذا يصر هؤلاء المسئولون على اقتحام منفذ رفح فقط رغم أن هناك ستة معابر أخرى تربطهم باسرائيل فالأجدى والأجدر أن يقتحموا أحد هذه المعابر إذا كانوا مصرين فعلا علي فك الحصار وليعلموا ان مصر لن تسمح بانتهاك حدودها وستستخدم كل الوسائل لحماية هذه الحدود. ونصحت هؤلاء جميعا بالتعاون والتجاوب مع الجهود التي تبذلها مصر والسلطة الفلسطينية من أجل التهدئة لتجنب ماتحضر له اسرائيل من عدوان علي قطاع غزة بدلا من اطلاق التهديدات الرعناء. واهتمت الصحف المصرية كذلك بتحذير روبرت زوليك رئيس البنك الدولي من أن العالم يواجه سبع سنوات عجاف تصيبه بالجوع والفوضي وخاصة في الدول الفقيرة مناشداً الدول الأعضاء بالبنك تقديم نصف مليار دولار قبل أول مايو القادم لصالح برنامج الغذاء العالمي لتغطية زيادة مصروفاته الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط مبينة ان ذلك سيطرح إنتقادات شديدة لبعض الدول الكبرى الغنية التي تصر على منح إعتمادات ضخمة من ميزانياتها للاستمرار في إشعال الحروب كما يجري في العراق وأفغانستان بدلاً من المساهمة إيجابياً في مساعدة الدول النامية على حل مشاكلها الاقتصادية التي يؤدي استفحالها إلي إضطرابات سياسية تؤثر علي الأمن والاستقرار في العالم. وقالت ان هذا التحذير يطرح أيضاً على الدول الفقيرة والنامية نفسها وضع برامج لمواجهة السنوات القادمة تعبئ فيها إمكانياتها وتستثمرها الاستثمار الأمثل بما يضمن توزيعاً عادلاً لعائدها علي مختلف الطبقات والفئات خاصة محدودي الدخل الذين يشعرون بأنهم محرومون من ثمار مساهمتهم في عملية الإنتاج لصالح رجال الأعمال المحتكرين وكبار التجار المستغلين. وخلصت الصحف الى ان العالم يجد نفسه في مواجهة مشكلة عالمية كبيرة واذا كانت الدول الغنية لم تشعر بعد بوطأة هذه المشكلة بسبب إرتفاع مستويات دخول الافراد فيها وزيادة المخزون من كثير من السلع الغذائية لديها الا أن الأزمة ستصل اليها في أي وقت وبصورة أو بأخرى علاوة علي ذلك فإن هذه الدول مسئولة عن كثير من الخلل في حجم الانتاج العالمي من الحبوب بسبب التلوث وإنبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قلاعها الصناعية العملاقة ورغم نجاح بعض الدول فى تخفيف الشعور بالارتفاع الجنوني للاسعار في الاسواق العالمية وإن هذا لا يعني أن الارتفاع هو مشكلة محلية لدول بعينها لكنه مشكلة عالمية تحتاج ايضا الي حلول عالمية. //انتهى// 1052 ت م