قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان إسرائيل بذبح الفلسطينيين في غزة يومياً تحاول قهر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه لمخططاتها التوسعية التي بصمت عليها الإدارة الأمريكية التي تحالفت معها علي نصرة دعاوي العنصرية والهيمنة في العالم ومنه الشرق الأوسط. واضافت تقول ان ضحية هذه المذابح لن يكون الشعب الفلسطيني وحده بل شعوب العالم ومنظماته الدولية التي تقف اليوم متفرجة علي ذبح شعب أعزل بينما تستطيع الإدارة الأمريكية بمختلف أجهزتها وقواها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية تحريك المنظمات للدفاع عن أفراد أو جماعات ابتلعت الطعم الأمريكي وروجت لحقوق الانسان وحرية الشعوب علي الطريقة الأمريكية وهي الخضوع لمشيئة سيد البيت الأبيض والانحناء أمام ضغوطه والتسليم بدعاواه العنصرية المعادية لحقوق الانسان الحقيقية. وانتقدت الصحف المصرية كذلك الموقف الاوروبي تجاه مناخ الحريات في مصر بقولها أحيانا يبدو أن بعض الأوروبيين مازالوا يعيشون في أوهام الماضي ويتصورون أنهم هم السادة بينما الآخرون عبيد ويعتقدون أن الاستعمار مازال قائما وأن ما يعرف في أدبيات المستعمرين بسيادة الانسان الأبيض سيظل قائما إلي الأبد مع أن الواقع يشير إلي انتهاء حقبة الاستعمار منذ زمن وإلي غير رجعة. ومضت تقول ولأن هذا البعض يحبس نفسه في ضباب الماضي وكهوفه المسكونة بالخفافيش فإنه يتوهم أن من حقه فرض رأيه ووصايته علي شعوب العالم الثالث باعتبارها كما يظن شعوبا متخلفة لم تنضج بعد ويعطي هذا السيد الأوروبي لنفسه الحق في انتقاء ما شاء ومن شاء في دول العالم الثالث بل ويمنح نفسه حق تحديد المنهج الأخلاقي الذي ينبغي أن تسير فيه هذه الدول ويغضب جدا عندما تقول له هذه الشعوب لقد كبرنا ونضجنا وأصبحنا قادرين علي قيادة أنفسنا بأنفسنا. واشارت الى ان هذه الأفكار تقفز إلي الذهن عندما يتابع المرء ما يحدث في البرلمان الأوروبي الآن تجاه مصر حيث اتخذ البرلمان قرارا عجيبا يدين ماسماه انتهاكات حقوق الانسان في مصر مبينة ان الموقف يتناول عدة حقائق أولها أن القرار غير ملزم ولايحوز علي أي اجماع أو حتي أغلبية أوروبية بدليل أنه لم يصوت عليه إلا52 نائبا في البرلمان من مجموع795 نائبا فمن أعطي هذه القلة حق محاكمة مصر وإدانتها كما أن القرار ركز علي بعض الجوانب المبتورة من صورة الحياة في مصر دون النظر إلي مجمل المشهد المصري الآن وأن لغة الاستعلاء والاستكبار والغطرسة لم يعد لها مكان الآن في خطاب الدول لبعضها بعضا ولا في خطاب المنظمات الدولية مع الدول لأنها لغة تضر ولا تفيد ولا تحقق الهدف المرجو منها ويعرف عقلاء المجتمع الدولي أن اللغة الهادئة المبنية علي الحقائق هي التي يكون لها التأثير الفعال في الإصلاح إذا كانوا هناك يريدون الإصلاح فعلا. وخلصت الصحف المصرية الى إن المتابع لهذه القصة سيلحظ غرائب وطرائف تثير الضحك كما تثير الاستغراب مثلا يتم تضخيم حادثة فردية والبناء عليها بحيث تبدو الدولة وكأنها تعيش علي التعذيب والانتهاك بينما يتم غض النظر عن الانتهاكات الحقيقية البشعة في سجون مثل أبو غريب وجوانتانامو ويتم الحديث عن تأخر الإصلاح الديمقراطي في بلد ما بينما يترك الانتهاك الدموي اليومي والقتل المجاني للعشرات سواء في فلسطين أو العراق أو الصومال دون تعليق مبينة انه خطورة هذا الكيل بمكيالين يتمثل في أنه يطمس الحقائق ويبدد الثقة ويؤخر الإصلاح. // انتهى // 1023 ت م