أبرزت دراسة أعدَها أكاديميون دوليون حول المسؤولية المجتمعية للشركات وسبل استدامة أعمالها عددا من النتائج التي يتعين على الشركات حول العالم أن تأخذها بعين الاعتبار وفي مقدمتها حث الشركات الساعية والطامحة إلى تعزيز ربحيتها في المستقبل على أن تصبَّ جهودها لما فيه مصلحة مساهميها إلى جانب مصلحة مجتمعها وبيئتها في الوقت نفسه والحرص على ذلك . وأشارت الدراسة إلى أن التركيز حصرياً على / المساهمين / على حساب الركيزتين الأخريين / المجتمع والبيئة / قد يعيق أعمال الشركة وتطلعاتها نحو المستقبل. وأضافت الدراسة أن إيلاء قضية الاستدامة أولوية خاصة من شأنه أن يوفر أفضل السبل لتطبيق هذه الاستراتيجية الثلاثية في الوقت نفسه وعلى النحو الذي يمكن الشركات من الابتكار وتحقيق التميز ومن ثم تحقيق النجاح الذي تصبو إليه. وقدم الأكاديميون الدوليون عبرَ هذه الدراسة المُحكمة منهجية غير مسبوقة بشأن الاستدامة وأهميتها الحاسمة في توطيد الابتكار وأواصر التعاون بين الشركات والمؤسسات حول العالم. كما قدِم الأكاديميون الذين ينتمون لنخبة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية المرموقة في الصين وسنغافورةوإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قدموا في الدراسة المُعنونة ب / رؤية غير مسبوقة نحو استدامة أعمال الشركات/ التي تم إنجازها برعاية "سيسكو" و"بريتيش تيليكوم" مجموعة من النصائح الموجزة لقيادات الشركات الإقليمية والعالمية. وتنطلق هذه النصائح من تقييمات منهجية وموضوعية لدراسات لحالة خاصة بعدد من الشركات المعروفة مثل /سيميكس/ و /ماركس أند سبنسر/ و /شنزين للمياه/ والمدعومة بآراء أكاديميين معروفين ومتخصصين في هذا المجال. كما تحدِّد الدراسة أهمَّ عشر خطوات من أجل أن تكون الشركات ذات طبيعة ابتكارية ومراعية لمقتضيات الاستدامة. وتقدم الدراسة منهجية غير مسبوقة أطلق عليها مُعدّو الدراسة اسم S2AVE وهي في إشارة إلى "القيمة المضافة المقدَّمة للمساهمين والمجتمع والمدعومة بمبدأ تجديد البيئة" حيث تسلط الضوء على دور الاستدامة في تحفيز الابتكار على امتداد أعمال الشركة مؤكدة أن الاستدامة يجب أن تكون استراتيجية بحد ذاتها لا مجرد غاية. وتوصل الباحثون في ختام الدراسة إلى أن تحقيق الاستدامة الحقيقية لا يقتضي إعادة هيكلة أو إعادة هندسة أعمال الشركة كما تخشى بعض الشركات، بل يقتضي بدلاً من ذلك القناعة والرؤية الواضحة في القيادة العليا للشركات بحيث يتم اعتماد مجموعة من القيم المتسقة والمتلائمة مع مسؤولية الشركة ومفهوم الاستدامة على امتداد أعمال الشركة. وفي حين أن فريق الأكاديميين قد عقد لقاءات شخصية أكثر من مرة، غير أن أي من فريق الباحثين اضطر إلى السفر. إذ استعان فريق الباحثين بتقنية TelePresence المتقدمة من سيسكو، وهي تقنية المؤتمرات واللقاءات المرئية فائقة الدقة عن بُعد. وبفضل هذه التقنية الفائقة، تمكن فريق الأكاديميين من الالتقاء ومناقشة الدراسة ونتائجها بسهولة وسلاسة تامة، وبفاعلية لا تقل عن فاعلية اللقاءات التقليدية، وجهاً لوجه، غير أن تقنية سيسكو تحد من تكلفة التنقل والانتقال ومن ثم الحد من الآثار البيئية غير المواتية للسفر. وشارك في الدراسة أكاديميون وخبراء من كلية كرانفيلد للإدارة، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، كلية الأعمال التابعة بجامعة نافارا في إسبانيا، كلية سلون للإدارة، معهد ماساشوستس للتقنية، معهد سنغافورة للعلوم الدولية بجامعة سنغافورة الوطنية. // انتهى // 1508 ت م