حضيت الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر والتي أنهاها مساء أمس بعد ثلاثة أيام من نزوله ضيفا على نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة باهتمام إعلامي متميز حيث ركزت الصحف الصادرة هذا اليوم على أهم النتائج التي أسفرت عنها هذه الزيارة التي وصفها المتتبعون بالتاريخية من ذلك الإتفاق الهام والإستراتيجي المتعلق بالطاقة النووية ذات الإستخدامات السلمية وهو الإتفاق الذي قالت عنه الصحافة الجزائرية بأنه جاء بعد مخاض عسير ومسار طويل اقتنعت فيه فرنسا بضرورة التعاون النووي مع الجزائر بعيدا عن أساليب الضغط أو المساومة وخاصة بعد أن وقعت الجزائر أتفاقا نوويا مماثلا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية شهر يونيو الفارط والذي قال عنه الوزير الجزائري للطاقة والمناجم الدكتور شكيب خليل آنذاك أنه اتفاق نووي سيوجه لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية فضلا عن بعض الإستعمالات الأخرى في مجالات الفلاحة والطب وتحلية مياه البحر. ورغم أن الزيارة نجحت في جانبها الإقتصادي سيما بعد التوقيع على جملة من الإتفاقيات بمبلغ مالي قيمته خمسة ملايير يورو إلا أن العناوين الصحفية سجلت بكثير من الإهتمام المواقف المبدئية التي أعلنتها المنظمة الوطنية للمجاهدين وإلى جانبها المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء فضلا عن كثير من منظمات المجتمع المدني وبعض الأحزاب والشخصيات الوطنية والدينية والتي أكدت فيها تمسكها بمطالبة فرنسا الرسمية بضرورة الإعتذار للشعب الجزائري عن جرائمها الإستعمارية ،التي راح ضحيتها ملايين الجزائريين. وبخصوص الوضع السياسي في الجزائر نقلت صحف اليوم ،العديد من التصريحات التي أدلى بها رؤساء بعض التنظيمات الحزبية ومنهم عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني فضلا عن أمين عام المنظمة الوطنية للشبيبة الجزائرية إلى جانب بعض التنظيمات النقابية والتي طالبوا فيها جميعا من رئيس الجمهورية الجزائرية مواصلة مساره التنموي لاستكمال مشاريعه الإقتصادية والإجتماعية والثقافية من خلال الترشح لعهدة رئاسية ثالثة في الإنتخابات الرئاسية التي ستشهدها الجزائرفي النصف الأول من عام 2009 . وعلى صعيد العلاقات الدولية أبرزت الصفحات السياسية للكثير من الصحف الجزائرية نتائج قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع وركزت على الموقف الجماعي الذي وصفته التحاليل الصحفية والسياسية بالمنسجم والمتناسق لقادة دول الخليج العربي تجاه إيران التي طالبها هؤلاء القادة بإعطاء المزيد من الإهتمام لقضية الجزر الإماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى التي تحتلها إيران منذ سنوات وخيروها في ختام القمة التي أنهت فعالياتها يوم الثلاثاء الفارط بين التفاوض مع الطرف الإماراتي حول هذه الجزر أو اللجوء إلى التحكيم الدولي الذي سوف لن يكون إلى جانب إيران حسب ماورد في تحاليل الصحف الجزائرية بالنظر إلى الملكية الإماراتية التاريخية لهذه الجزر من جهة واعتبارا للموقف المهتز الذي يطبع العلاقات الإيرانية الدولية في السنوات الأخيرة بسبب إصرار إيران على الإستمرار في تخصيب اليورانيوم رغم احتجاج الدول الكبرى فضلا عن الموقف الخليجي الموحد والمتماسك بخصوص قضية الجزر حيث تقف كافة الدول الخليجية إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة في مطلبها الذي وصفته الصحف الجزائرية بالشرعي والتاريخي لاسترجاع سيادتها على الجزر الثلاث . وانفردت بعض الصحف بالحديث عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جورج بوش في منتصف شهر يناير القادم إلى كل من تل أبيب و رام الله بغرض إعطاء نفس جديد لعملية السلام بعد مؤتمر أنابوليس الذي احتضنته الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أيام بحضور الطرفين الفلسطيني و الإسرائيلي وبمشاركة ممثلين عن معظم الدول العربية . وانفردت صحيفة // الشعب الحكومية // بتسجيل تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، الذي أكد فيه أن قوة عسكرية مصرية جاهزة للإنضمام لقوات حفظ السلام الدولية المعروفة بإسم يوناميد في إقليم دارفور غربي السودان . وأضاف الوزير المصري في تصريحه حسب صحيفة // الشعب // الجزائرية أن اجتماع شرم الشيخ سيسعى في المقام الأول إلى تشجيع الفصائل المتمردة بمنطقة دارفور على المشاركة في المفاوضات وتوحيد آرائهم تجاه حكومة الخرطوم التي تسعى هي الأخرى منذ اندلاع هذه الأزمة قبل حوالي خمس سنوات على إنجاح التفاوض مع المتمردين والوصول إلى وفاق دائم بين الطرفين. // انتهى // 1236 ت م