تعيش اسبانيا مفارقة سياسية كبيرة بسبب تطور ملف القوميات ففي الوقت الذي تنادي فيه بعض الأقاليم بالانفصال ترتفع أصوات موازية في البرتغال تطالب بالوحدة مع اسبانيا والانصهار فيها ومن ضمن هذه الأصوات خوسي ساراماغو الحائز على نوبل للآداب. وآخر مستجدات هذا الملف ما وقع خلال اليومين الأخيرين فرئيس حكومة اقليم بلد الباسك خوان إيباريتشي أعلن أنه يريد إنعاش مبادرته التي طرحها سابقا وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير في هذا الاقليم للحسم في نوعية العلاقة القانونية مع مدريد أي الانفصال وتكوين دولة جديدة أو البقاء ضمن هذا البلد. والمستجد الآخر هو الصادر عن أحد زعماء حزب اليسار الجمهوري الكاتالاني جوان بويكسركوس الذي يشغل منصب نائب رئيس حكومة اقليم كاتالونيا وعاصمتها برشلونة الذي صرح لصيفة الموندو أمس لم يعد الحكم الذاتي كافيا يجب الآن الانتقال الى الاستقلال النهائي عن اسبانيا بعدما رفضت الأخيرة تطبيق التصور الفيدرالي. ويعتبر المراقبون أن مطالب الأحزاب السياسية القومية أشد خطرا من مطالب إيتا لأن الأخيرة تلجأ الى الارهاب والعنف وبالتالي يمكن مواجهتها بقوة القانون في حين تبقى الدولة الاسبانية مكتوفة أمام مطالب الحركات القومية السلمية والتي لها تأثير كبير في أقاليمها وتسيطرعلى الحكم منذ أكثر من عقدين أي تاريخ بدء الحكم بالحكم الذاتي في اسبانيا. وفي المقابل جاء في تصريحات الفائز بجائزة نوبل للآداب البرتغالي خوسي ساراماغو أمس لصحيفة // نوتسياس // البرتغالية أن البرتغال واسبانيا عليهما الانصهار وتكوين دولة إيبيريا في إشارة الى التسمية القديمة للمنطقة الجغرافية الواقعة فيها البرتغال واسبانيا والتي كاتن تسمى بشبه الجزيرة الايبيرية. ويرى هذا الأديب الكبير أن البرتغال يمكن أن تصبح دولة ضمن إيبريا كما هو الشأن مع اقليم كاتالونيا أو اقليم الباسك في الوقت الراهن ضمن اسبانيا. ويعتبر ساراماغو عن شريحة مهمة وسط البرتغاليين الذين يعتبرون أن مستقبلهم يمر عبر نسج علاقات قانونية وسيادية جديدة مع اسبانيا تقترب من مفهوم الدولة المشتركة لكن في الوقت نفسه هناك شريحة أخرى مناهضة لهذا الطرح في البرتغال. وهكذا يستمر المشهد السياسي الاسباني يعيش مفارقات كبيرة تتجلى في ملف القوميات بين الرغبة في الانفصال ورغبة جزء من البرتغاليين في الانضمام الى اسبانيا. // انتهى // 1248 ت م