أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنشر قوات دولية في قطاع غزة تحتاج إلي الكثير من التروي والتأني كما تحتاج إلي الكثير من الدراسة والتحليل واستطلاع رأي كل القوي المؤثرة في المنطقة خاصة تلك المعنية بالبحث عن حل للقضية الفلسطينية. وقالت يجب الا تكون هذه الدعوة متصلة بالشقاق الذي حدث مؤخرا بين جناحي الوطن الفلسطيني في غزة والضفة الغربية أو بالتناحر بين حركتي فتح وحماس والذي احدث شرخا عميقا في جدار الوحدة الوطنية الفلسطينية .. مشددة على ضرورة الا تكون هذه الدعوة مجرد رد انتقامي على ما قامت به حماس من استيلاء على قطاع غزة بالقوة المسلحة وهو ما وجه ضربة موجعة لكل الجهود المخلصة والصادقة التي تقوم بها الاطراف العربية الفاعلة وخاصة مصر والسعودية للتوصل إلي تسوية تعيد الحقوق الفلسطينية وتضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات. ورأت ان هذه الدعوة يجب الا تتخذ الا بعد توافق وطني فلسطيني بين جميع الحركات والفصائل والقيادات الفلسطينية فضلا عن استقراء الوضع الاقليمي والدولي جيدا ومدي ملاءمة مثل هذه الخطوة لدول الجوار الجغرافي والقوى الدولية الفاعلة التي يمكن ان تساهم في هذه القوة المطلوبة. وتطرقت الى ما قاله وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط عندما شدد على ضرورة عودة الحوار بين الفصائل الفلسطينية باعتباره المخرج الوحيد المأمون من هذا المأزق .. مشيرة الى أنه اذا كان جميع قادة دول العالم يقولون انه لا بديل عن الحوار فمن الاحرى ان تكون هذه هي رؤية القيادات الوطنية الفلسطينية قبل غيرهم خاصة انهم هم اصحاب القضية والاحرص عليها والذين سيحاسبون على كل خطوة يقومون بها سواء امام شعبهم أم امام التاريخ. وفي السياق ذاته قالت الصحف أن مصر لا تدخر وسعا لحل القضية الفلسطينية انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن حل القضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط. ورأت أن المباحثات التي أجراها وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في واشنطن مع كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية جاءت لتؤكد هذا المنطلق حيث شملت ضرورة تنشيط الجهود الأمريكية لتحريك عملية السلام في المنطقة .. لافته الى توقعات ابوالغيط بأن تكون زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية المقبلة للمنطقة هي بداية تحريك عملية السلام. وقالت ان الجميع يدرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يراوغ حول المبادرة العربية للسلام ويتحفظ على بنود فيها ويلمح إلى إجراء مفاوضات من حولها وهو امر يرفضه الزعماء العرب الذين أوضحوا أن المبادرة العربية للسلام لا سبيل إلى تعديلها .. مؤكدة أن اسرائيل انتهزت حالة الاقتتال الفلسطيني بين حماس وفتح وسيطرة حماس على قطاع غزة لتحقيق مخططها الخاص لفصل غزة عن الضفة الغربية. واخبرت أن زيارة كوندوليزا رايس المرتقبة للمنطقة من المرجح أن تكون اختبارا حقيقيا لصدق نيات أمريكا وإسرائيل تجاه عملية السلام في المنطقة. //يتبع// 0905 ت م