اعرب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست لازي عن قلق بلاده جراء تصاعد العنف في قطاع غزة و الأحداث المأسوية في بيت حانون مشيرا الى ادانة بلاده عمليات القصف الاسرائيلية بالمدفعية التي تستهدف المناطق الفلسطينية المأهولة بالسكان وأنه حتي ولو كان من حق إسرائيل ممارسة الدفاع إلا أن ذلك ينبغي أن يمارس في إطار احترام القانون الإنساني الدولي. وقال الوزير الفرنسي أن الخطر الحقيقي يكمن في احتمال انهيار السلطة الفلسطينية تحت تأثير الانقسامات الفلسطينية الداخلية وكذلك جراء الأعمال العسكرية الإسرائيلية والأزمة الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية مؤكدا على انه يجب على المجتمع الدولي لتجنب هذا الخطر أن يقدم المساندة الكاملة للرئيس محمود عباس ومساندة جهوده التي تهدف إلي لم شمل الفلسطينيين وجمعهم في حكومة جديدة تأخذ بعين الاعتبار مباديء اللجنة الرباعية. واضاف قائلا أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا لم يقطعا أبدا مساعداتهما للفلسطينيين وهناك مابين 30 إلي40 بالمائة من الفلسطينيين يستفيدون بصورة مباشرة من المساعدات الأوروبية ويتلقي نصف الموظفين الفلسطينيين مساعدات مالية من خلال هذه الآلية أيضا وهناك أيضا مايزيد علي90 ألف مريض حظوا برعاية صحية في الوقت الذي تم فيه توصيل مياه الشرب إلي 3ر1 مليون فلسطيني بفضل مساعدات الاتحاد الأوروبي. وحول الوضع في العراق قال بلازي أن فرنسا تؤكد على احترام سيادة العراق وشعبه وأن خيارات بلاده حول العراق بما في ذلك عدم مشاركتها في الحرب انطلقت من هذا المبدأ مبينا أن التطورات المأساوية التي يشهدها العراق الآن تظهر أن الرؤية الفرنسية كانت مبنية علي قواعد سليمة وأن فرنسا تطالب اليوم بتحديد أفق لانسحاب القوات الأجنبية ويجب أن يتم هذا الانسحاب من خلال تنسيق مع السلطات وقوات الأمن العراقية واستنادا إلي استراتيجية سياسية. واكد أن فرنسا مع اطلاق عملية سياسية شاملة تجمع كل العراقيين أيا كانت انتماءاتهم العرقية والطائفية أو الدينية وينبغي مساندة الحوار بين كافة الأطراف وإقناع كل طرف بنبذ العنف موضحا ان بلاده تساند وتشارك في صياغة ميثاق دولي للعراق من خلال هذا العقد الحقيقي مع السلطات العراقية سيتسني للأسرة الدولية أن ترافق التقدم الذي يحققه العراقيون من أجل تدعيم الوفاق الوطني وحشد موارد هذا البلد لصالح إعادة إعماره. وبشأن الازمة اللبنانية أكد الوزير الفرنسي أن فرنسا مهتمة للغاية بالشأن اللبناني بحكم روابط التاريخ والثقافة والصداقة التي تجمع بين شعبي البلدين وتساند الحوار الوطني اللبناني الداخلي وبالتالي فهو متعلق باللبنانيين أنفسهم وليس لاحد التدخل في نقاش وطني داخلي في لبنان. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ان بلاده مهتمة بضرورة تدعيم وقف العمليات الحربية وإطلاق عملية تهدف إلي الوصول إلي تسوية سياسية ووقف دائم لإطلاق النار وهو أمر تحددت أطره في القرار1701 ولا ينبغي أبدا أن يعود لبنان رهينة صراعات أجنبية عليه. وحول أزمة دارفور والاوضاع في السودان أكد الوزير الفرنسي أن الصراع في دارفور هو أكثر الصراعات حدة في أفريقيا الآن ويواجه ثلاثة مخاطر تتسم بنفس المدي الواسع ولكنها مختلفة من حيث الطبيعة خطر إنساني يحمل معه العديد من الضحايا الأبرياء و خطر سياسي يكمن في تقسيم السودان وأخيرا خطر تفشي عدوي إقليمية وبالتالي حالة من عدم الاستقرار واسعة المدي في المنطقة تبدأ من عدم استقرار تشاد وأفريقيا الوسطي. وشدد على أن الأولوية يجب أن توجه بصورة فورية الى زيادة فاعلية قوات الاتحاد الأفريقي كما يجب أن تتضمن التفكير في تأمين الحدود مع الدول المتاخمة ومنها تشاد وأفريقيا الوسطي مع طرق كافة الدروب الممكنة من أجل التوصل إلي حل يأخذ في الاعتبار دائما مطلبا مزدوجا يقضي باحترام سيادة السودان وحماية المدنيين. //انتهى// 1425 ت م