يقدم الحزب الاشتراكي الفرنسي اليوم في باريس عرضاً لأفكاره حول المعطيات الدولية والأوروبية وطرحه للسياسة الفرنسية للحزب الاشتراكي في هذا الإطار، وذلك خلال ندوة للحزب يديرها لوران فابيوس رئيس الحكومة السابق وجان كريستوف كمباديليس. وعشية المناسبة، عقد فابيوس أمس، لقاء مع عدد من الصحافيين الأجانب المعتمدين في فرنسا حضرته «الحياة» واستعرض بعض محاور الطرح الاشتراكي حول السياسة الخارجية لفرنسا وكيف يجب أن تكون. ورأى فابيوس أن «السياسة الخارجية سيكون لها دور أساسي في الحملة المقبلة لانتخابات الرئاسة عام 2012 في فرنسا». وأثار بعض النقاط الموجودة في طرح الحزب حول السياسة الخارجية، من بينها ما يتعلق بايران اذ انتقد سياسة باريس التي أخذت موقفاً متشدداً متقدماً عن الدول الغربية، معتبراً ان هناك مأزقاً للاستراتيجية المعتمدة بالنسبة الى الملف النووي لإيران. وأكد ان الانتشار النووي خطر أساسي وينبغي الاستمرار في المشاركة في المبادرات التي تتخذها الأممالمتحدة لحمل ايران على إيقاف تطويرها سلاحاً نووياً و»لكن ينبغي التفكير في حل بالتفاوض تشارك فيه دول المنطقة». وأكد أن هذا سيكون اتجاه الحزب الاشتراكي الفرنسي إذا تولى الحكم. وأشار فابيوس وكمباديليس الى ان ساركوزي اعتمد لهجة تهجمية حيال ايران خصوصاً وانه «أنشأ قاعدة عسكرية في الإمارات للتصدي لإيران»، في حين ان الطرح الاشتراكي هو «الحزم والتشدد أمام خطورة سياسة ايران النووية العسكرية، لكن مع البحث عن الحل مع دول المنطقة». وبالنسبة الى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، يعتبر الاشتراكيون انه ينبغي أن يكون لفرنسا موقف أكثر توازناً وألا تكون فرنسا فقط منحازة لبنيامين نتانياهو كما هي حال ساركوزي بحسب تعبير كمباديليس. وقال فابيوس في مؤتمره الصحافي أن رسالة الرئيس الفرنسي في هذا الصراع مبهمة إذ انه أحياناً يظهر انحيازاً لنتانياهو وأحياناً الى الجانب الفلسطيني، واعتبر فابيوس أن ليس هناك موقف فرنسي مستقر على مبادئ واضحة. أما بالنسبة الى لبنان فيقدم الطرح الاشتراكي فكرته حول مسألة «استقلال لبنان الذي تربطنا به علاقات ثقافية وعاطفية». ويشدد الطرح الاشتراكي على رفض استخدام المراحل الماضية والأحداث الدراماتيكية من قبل حركات متشددة أو من قوات خارجية، وأن على فرنسا ان تبذل كل الجهود لإيقاف الصراعات بين الأطراف ولإجراء حوار معمق في إطار الأممالمتحدة. وسألت «الحياة» فايبوس عما يعني النص الاشتراكي باستخدام الأحداث الماضية من قبل قوات أجنبية، قال: «ينبغي على سورية ألا تستخدم ما حصل في الماضي لزعزعة استقرار البلد». وتناول الطرح الاشتراكي بالتفصيل سياسة فرنسا الخارجية، آخذاً مسافة من السياسة التي يعتمدها حالياً ساركوزي واليمين الفرنسي بالنسبة الى أوروبا والمتوسط والشرق الأوسط وأفغانستان.