قالت الصحف المصرية اليوم انه اذا كانت الادارة الامريكية اخطأت مرة في حساباتها بشأن العدوان الاسرائيلي على لبنان فمن الواجب ان تتريث قليلا بدلا من السقوط في خطأ جديد بشأن تقييم نتائج الحرب واستخلاص الدروس منها خاصة بعدما راهنت على ان الالة العسكرية الاسرائيلية يمكنها تحقيق حسم سريع وقاطع من خلال الخيار العسكري ضد حزب الله لكن الجيش الاسرائيلي عجز على مدى نحو خمسة اسابيع من القتل والتدمير في لبنان عن تحقيق اي من اهدافه المعلنة وعشية وقف اطلاق النار سقط على شمال اسرائيل عدد قياسي من صواريخ الحزب بمايؤكد ان القدرات العسكرية له لم تتأثر بالضربات الاسرائيلية0 ومضت تقول بعيدا عن حسابات النصر والخسارة بالمعايير العسكرية والسياسية فان الحرب قدمت هدية اخرى لحزب الله تمثلت في ترسيخ مكانته وشعبيته في الشارع العربي على عكس ماتسعى اليه واشنطن حسب تصريحات المسئولين الامريكيين وعلى رأسهم بوش وبدلا من ان تحاول الادارة الامريكية التفكير في ملابسات السقوط في هذا الخطأ الذي تكرر مرارا في الشرق الاوسط خرج بوش ليعلن ان حزب الله انهزم0 ورأت ان مثل هذا التقييم يعني ان ادارة بوش تغالط نفسها وتغالط الحقائق على ارض الواقع وهي مغالطة تنبئ بان مسلسل الكوارث في السياسة الامريكية بالشرق الاوسط لايقترب من نهاية عاجلة0 وفي الوقت نفسه اكدت الصحف المصرية الى ان امريكا اذا كانت راغبة حقا في اقامة شرق اوسط مسالم ومستقر فعليها ان تنتهز فرصة تاريخية سانحة لاقناع اسرائيل بانهاء الاحتلال للاراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 واقامة علاقات سلام مع جيرانها تقوم على اساس العدل والاحترام0 واشارت الى خروج اسرائيل من حربها العدوانية على لبنان مثخنة بالجراح عسكريا وسياسيا ونفسيا بصورة تدفعها الى اما المضي في سياسة العدوان اشد شراسة ووحشية مماجرى في لبنان او تستوعب الدرس وتدرك ان للقوة مهما كانت شراستها ووحشيتها حدودا لايمكن تخطيها امام خصم يؤمن بعدالة قضيته ويتمسك بالمقاومة من اجل ارضه وكرامته ويستعد للتضحية بالنفس والنفيس لبلوغ اهدافه السامية0 وشددت على ان امريكا بعد ان منحت لاسرائيل كل وسائل هذه القوة الشرسة وايدتها على طول الخط تأييدا اعمى مطالبة بان تساعدها هذه المرة على اكتشاف خطأ غرور القوة وترشدها للاتجاه الاخر وهو السلام0 واوضحت ان لبنان دخل مرحلة جديدة من تاريخه مع سريان قرار وقف إطلاق النار وسارع آلاف اللبنانيين النازحين إلي العودة إلي مدنهم وقراهم التي تعرضت للدمار والخراب نتيجة الغارات الإسرائيلية عليها وبعيدا عن ادعاءات النصر والهزيمة فإن لبنان في حاجة إلي نقاش داخلي حر ومفتوح تشارك فيه جميع الأطراف والطوائف لحل المشكلات الداخلية وفي مقدمتها وضع حزب الله ومصير مقاتليه وأسلحته. وقالت لقد جاء تأجيل اجتماع الحكومة اللبنانية لأجل غير مسمي منذ يومين وهو الاجتماع الذي كان مقررا فيه بحث مصير أسلحة حزب الله بمثابة فأل سييء ونذير خطر يهدد وحدة لبنان فمن مصلحة اللبنانيين الالتفاف حول وحدة بلادهم وتجنب أي محاولة أو مؤامرة للتفتت والانقسام حتي لا يواجه مصير المستنقع الذي دخله العراق من صراع طائفي وعرقي سياسي وعسكري. واعربت عن املها في أن يرتقي قادة لبنان إلي مستوي المسئوليات المطلوبة منهم وتجنب محاولات الزعامة والهيمنة وأن تكون مصالح لبنان الموحد بكل طوائفه هي المحرك والدافع الأول والرئيسي لكل تحرك من جانب قادة لبنان. //انتهى// 0930 ت م