اهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم باتهام الرئيس الأمريكي بوش من وصفهم بالفاشيين الإسلاميين بالضلوع في مؤامرة مزعومة لتفجير طائرات ركاب بريطانية في الوقت الذي تشارك فيه إدارته بالتخطيط والفعل في جريمة تدمير لبنان وقتل وتشريد الملايين من شعبها بعد أن انتهت من تدمير العراق وتمزيقه واستعباد شعبه باسم الحرية والديمقراطية وبعد أن أطلقت العنان لإسرائيل كي تذبح الشعب الفلسطيني يوميا تحت ستار عملية سلام لم تقصد بها أمريكا سوي خداع الشعوب العربية وكسب الوقت لصالح توطيد دعائم الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت إن الفاشيين الحقيقيين هم الذين يستعبدون الشعوب ويسفكون دماءها ويتباهون بإقامة امبراطورية القرن الحادي والعشرين بالحديد والنار علي اشلاء الأطفال والنساء الذين تستهدفهم الطائرات الأمريكية في فلسطين ولبنان والعراق علي مشهد من المجتمع الدولي الأعمي والأصم والأبكم الذي يسقط المباديء ولا يقيم وزنا إلا للمصالح ولا يرهب إلا لغة القوة وهو ما ينبغي أن يدركه جميع العرب والمسلمين إذا أرادوا البقاء العيشة بكرامة. وقالت الصحف المصرية لا تزال التفاعلات مستمرة داخل مجلس الأمن الدولي للتوصل إلي صيغة نهائية حول مشروع القرار الخاص بوقف إطلاق النار في لبنان ولم تظهر حتي الآن أية بوادر تشير إلي أن القرار سيصدر بالصورة التي تتضمن المطالب اللبنانية خاصة المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية وتقرير مصير مزارع شبعا وتعزيز عملية نشر الجيش اللبناني في الجنوب وهي المطالب الأساسية التي بدونها ستظل عجلة الحرب دائرة في لبنان. ورأت أن عدم صدور قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار يحمل في طياته تداعيات خطيرة أولها استمرار الحرب التي دخلت شهرها الثاني بما تحمله من استمرار الدمار وقتل المدنيين الأبرياء ومعاناة الشعب اللبناني الذي يعيش مأساة إنسانية حقيقية تتفاقم أبعادها يوما بعد الآخر وثانيها أن مساعي بعض الأطراف لفرض صيغة بعينها لخدمة المطالب الإسرائيلية لن تساهم في حل الصراع بطريقة جذرية ودائمة تمنع تكراره. وشددت على إن تعدد المشروعات داخل مجلس الأمن دون التوصل إلي صيغة عملية وواقعية تتضمن الوقف الفوري لإطلاق النار سيؤدي إلي مزيد من التصعيد بل سيكون رسالة واضحة لإسرائيل للاستمرار في عدوانها علي الشعب اللبناني اعتقادا منها أن تباين الموقف الدولي بمثابة ضوء أخضر لتحقيق مكاسب علي الأرض يعكسها قرار مجلس الأمن المتوقع صدوره وهو ما يفسر إعلانها توسيع العمليات البرية في لبنان لاحتلال أكبر مساحة ممكنة لفرض سياسة الأمر الواقع. وحول اعلان السلطات البريطانية افشال مخطط ارهابي لتفجير طائرات ركاب في الجو اكدت الصحف المصرية مرة أخري ان أشباح هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 علي واشنطن ونيويورك عادت لتخيم علي العالم مع إعلان السلطات البريطانية عن كشف محاولة لتفجير أكثر من عشر طائرات في الجو أثناء رحلاتها من المطارات البريطانية إلي الأراضي الأمريكية. وقالت انه بغض النظر عن تفاصيل تلك المحاولة ومدي صحة الاتهامات التي وردت في تصريحات المسئولين البريطانيين فإن الأكثر أهمية هو الدلالات التي يعطيها هذا الإعلان الواسع عنها سواء من هؤلاء المسئولين أو من مسئولين أكبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مقدمتهم الرئيس بوش نفسه وأهم تلك الدلالات هي أنه بعد خمس سنوات من إعلان الإدارة الأمريكية الحرب علي الإرهاب والتي امتدت لتشمل العالم كله فيبدو واضحا أنها قد فشلت في القضاء علي تلك الظاهرة البغيضة بل وأكثر من ذلك فهي قد زادت من تصاعدها واتساعها بصورة غير مسبوقة من قبل. // انتهى // 1147 ت م