علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على ما نشرته الصحف الفرنسية بشأن رحلات طائرات وكالة المخابرات المركزية الامريكية التى حطت فى مطارات أوروبا حاملة معتقلين متهمين بالارهاب لاحتجازهم دون محاكمة فى سجون سرية على الاراضى الاوروبية وغيرها وممارسة اعمال التعذيب ضدهم على شاكلة ما تم الكشف عنه فى فضيحة سجن أبو غريب العراقى0 ودعت الصحف الاممالمتحدة الى التصدى لهذه الاعمال والتحقيق فى هذه التقارير الصحفية المدعومة باعترافات مسئولين سابقين بوكالة المخابرات المركزية الامريكية ووضع الصورة كاملة بلا مواربة أو رتوش حتى يتبين للعالم الوجه الحقيقى للادارة الامريكية الحالية المتدثرة برداء الديمقراطية وحرية الشعوب وحقوق الانسان0 واكدت انه اذا قامت الاممالمتحدة بالتحقيق مع الولاياتالمتحدةالامريكية هذه المرة بشأن هذه الفضيحة فستضفى مصداقية تفتقدها على لجان دولية للتحقيق شكلتها فى انحاء مختلفة من العالم حتى لا يقال دائما ان الولاياتالمتحدة هى التى تصنع القرارات ومجلس الامن هو الذى يصدرها0 وتعليقا على الخطاب الذى ادلى به الرئيس الامريكى جورج بوش بشأن العراق قالت الصحف المصرية أن الخطاب الاخير أكد بلاشك المدى الواسع للتخبط الذى تعانى منه السياسة الامريكية تجاهها وحسب جميع المراقبين الامريكيين والغربيين فقد فشل الرئيس الامريكى فى خطابه فى تحديد أى استراتيجية واضحة للخروج من العراق كما فشل فى اقناع الرأى العام الامريكى بأن بلاده تحقق انتصارات متتابعة هناك وأنها فى طريقها لتحقيق النصر النهائى0 وقالت ان استطلاعات الرأى العام التى أجريت فى الولاياتالمتحدة تعقيبا على ذلك الخطاب تشكك فيما قاله الرئيس بوش واعتقادهم أن بلادهم باتت متورطة فى العراق مثلما حدث لها من قبل فى فيتنام خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضى وأنهم لا يرون وجود أى استراتيجية أمريكية واضحة للانسحاب من هذه الورطة مشيرة الى أن غالبية الامريكيين باتوا مقتنعين على خلاف ما ذكره رئيسهم ومعاونوه بأن الولاياتالمتحدة أصبحت عرضة للاعمال الارهابية أكثر من ذى قبل وليس العكس وذلك بتأثير الاوضاع فى العراق0 ورأت الصحف المصرية ان الاوضاع فى العراق هى الهم الاول لكل من الادارة الامريكية والرأى العام الامريكى على حد سواء وان نظر اليها كل من الطرفين بصورة تناقض ما يراه الاخر00 لافتة النظر الى أن الحل الوحيد فى ظل ذلك التناقض الاخذ فى التصاعد هو أن تسعى الادارة الامريكية الى اتخاذ قرارات جذرية شجاعة تتفق مع القانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية وتعلن جدولا زمنيا واضحا لانسحاب قواتها من العراق وتلجأ للامم المتحدة وللجامعة العربية وغيرهما من المنظمات الاقليمية لكى تلعب دورا مباشرا فى تأمين المرحلة الانتقالية نحو عودة السيادة الكاملة للشعب العراقى على أرضه وعلى مختلف شئونه0 // انتهى // 1133 ت م