إعداد: عبدالعزيز الحموان. مع حلول فصل الربيع، تتحول براري منطقة الجوف إلى لوحة زاهية الألوان من النباتات والأشجار الموسمية، التي تثمر وتزهر في الربيع، ومنها نباتات الخزامى العطرية التي تنمو في الصحراء والبراري، وتتميز بلون البنفسج الرائع، لتتحول إلى بساط فخم في قلب الطبيعة، يكسو الأراضي على مد البصر، ويعانق الجبال والسماء في نهاية هذا المشهد الخلاب، وهو لون البنفسج ذاته الذي اعتمدته المملكة ليكون لون السجاد في الاستقبالات والمناسبات الرسمية. وتنمو العديد من النباتات والأزهار البرية بمنطقة الجوف في فصل الشتاء، وبعد هطول الأمطار الغزيرة تبدأ زهور الخزامى المعروفة باسم "اللافندر" في التفتح، حيث تنتشر هذه النبتة البرية في عدة مناطق في العالم، مثل دول البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وكذلك في شمال المملكة لا سيما منطقة الجوف. ويفوح الخزامى بأجمل الروائح، فهو نبات عطري لزهوره وأغصانه عطر وشذى؛ ما يجعل العديد من المتنزهين والسياح يبحثون عنه وينشدونه، كما أن روائحه العبقة جعلت الشعراء يتغنون به، فها هي عيون قصائدهم وأشعارهم على مدار حقب وعصور التاريخ العربي، تورد أوصافاً لهذا النبات زكي الرائحة، ومنها قول الشاعر المشهور عنترة بن شداد العبسي: "وريحُ الخُزَامى يُذَكِّرُ أنْفي.. نَسيم عَذَارَى وذَاتَ الأَيادي". وعن فوائد الخزامى يقول سعد الشراري من أهالي المنطقة إنه من النباتات العطرية التي توجد في منطقة الجوف بكثافة، ويستخرج منها الزيت ويستخدم في صناعة وإعداد العطور، وبدرجة أقل في بعض الصناعات الأخرى مثل الأدوية، ليسهم في الحراك السياحي والاقتصادي بمنطقة الجوف. وتحتضن منطقة الجوف العديد من النبات البرية ذات الرائحة العطرية الفواحة والزهور ذات الأشكال والألوان الأخاذة، مثل الأقحوان والديدحان بأزهاره الحمراء والوردية، وغيرها من لوحات الألوان والأزهار الطبيعية التي تستقبل بها الجوف الربيع والمواسم كل عام، وتستهوي المتنزهين من الأهالي والسياح والزوار الذين يتوافدون على المنطقة من داخل وخارج المملكة.