وقع معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس المشيخة الإسلامية في جمهورية ألبانيا الشيخ بويار سباهيو اليوم, مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في مجالات العمل الإسلامي، بحضور أعضاء المشيخة الإسلامية الألبانية، وعدد من كبار المسؤولين في الوزارة. وتتضمن المذكرة التعريف بالإسلام وبيان محاسنه وسماحته وموقفه من القضايا المعاصرة من خلال تبادل البحوث والكتب والإصدارات العلمية بمختلف اللغات، وعقد الندوات العلمية والدورات التدريبية وتنظيم المعارض المشتركة، ومشاركة العلماء والدعاة المختصين في المؤتمرات والندوات التي تقام في البلدين، وإعدادا البرامج المشتركة للمناسبات الشرعية وتبادل الخبرات في ذلك. كما تتضمن المذكرة التعاون في شؤون المساجد وعمارتها وصيانتها، وتبادل الخبرات الخاصة في ذلك، كما تشمل المذكرة التعاون في مجال خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من خلال تبادل الخبرات والمعلومات والزيارات بين الجهات التابعة لهما وتزويد المشيخة الإسلامية بنسخ من إصدارات المجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه وتبادل الدعوات للمشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم وتبادل الأنظمة واللوائح في ذلك. وكان معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ قد استقبل في مكتبه بمقر الوزارة بالرياض، رئيس المشيخة الإسلامية في ألبانيا الشيخ بويار سباهيو، والوفد المرافق له، الذين يزورون المملكة حالياً. وقال: "إن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الإمام العادل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، تعمل مع الجهات المعنية بالشأن الإسلامي في مختلف دول العالم كافة، انطلاقاً من دور المملكة الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين لإظهار سماحة الإسلام ووسطيته، ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن توقيع هذه الاتفاقية ستكون بإذن الله نواة للتعاون الثنائي بين الوزارة والمشيخة في كل ما يخدم العمل الإسلامي. وبين معاليه أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- تشهد تحولاً كبيراً في جميع المجالات، ومن ذلك ما يتعلق بالشؤون الإسلامية، وحماية المنابر، وضبط المناشط الدعوية بحيث تكون على ما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ووفق منهج الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف، لافتاً النظر إلى أن سمو ولي العهد -رعاه الله- يعمل ليل نهار لتطوير المملكة في كل المجالات وفق رؤية 2030. وأوضح الدكتور آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية تمثل قلب العالم الإسلامي النابض، وهي بمثابة الرأس من الجسد، بما حباها الله به من مكانة إسلامية مرموقة باحتضانها الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين الكعبة المشرفة، وانطلاقاً من ذلك فالمملكة تبذل وبتوجيهات القيادة الجهود في خدمة الإسلام والمسلمين، ودعم ومساعدة المسلمين في كل أنحاء العالم في المجالات كافة، ونشر الخير والسلام بين الناس أجمع. وقال: "إن المملكة عانت كثيراً من الإرهاب والإرهابيين، الذي تقف وراءه إيران في محاولات لنشر الفوضى في المنطقة بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص، مشيراً إلى أن هناك من الجماعات من أصبح يعمل بتوجيههم ووفق مخططاتهم, وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي سلمت نفسها للأعداء لتكون أداة شر بأيديهم من أجل نشر الفتنة والقلاقل في المملكة، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك بفضل الله تعالى، ثم بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، في التصدي لهذه المخططات حتى استطاعت المملكة - ولله الحمد- التغلب على هذه الجماعة ومن يقف ورائها. من جانبه، أثنى رئيس المشيخة الإسلامية في ألبانيا بما نصت عليه الاتفاقية من تطابق في وجهات النظر لما يخدم العمل الإسلامي، ويسهم في نشر الوسطية والاعتدال والتسامح، والتصدي لأصحاب الأفكار المنحرفة، والإرهابيين الذين يتخذون الدين غطاء للوصول لأهدافهم الدنيوية والحزبية. وقال: "إن ألبانيا عانت كثيراً من أدعياء الإسلام السياسي المدعومين من الخارج، ويحملون أفكاراً مخالفة للدين الإسلامي الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف والكراهية. ونوه فضيلته بالخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة, مشيراً إلى أن ما تحقق من نجاح باهر لموسم الحج العام الماضي إنما بفضل الله ثم بفضل هذه الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، والمشاريع العملاقة التي نفذتها لراحة الحجاج والمعتمرين والتسهيل عليهم. وأشاد بما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية من أعمال ريادية في خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان، وخصوصاً في بلاد أوروبا والأقليات الإسلامية، مقدماً شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على الدعم المادي والمعنوي الكبير الذي تقدمه المملكة للمسلمين في ألبانيا.