إعداد : سلطان الأحمري تصوير : علي الشهري في الهواء الطلق وتحت ظلال الغيمة الماطرة، استمتع مرتادو سوق أبها الرمضاني في أول أيام شهر رمضان المبارك بالعديد من المعروضات التي لم تقف على الموائد الرمضانية المعتادة، بل تنوعت ما بين منتوجات الأسر المنتجة التي تديرها نساء عسير، إلى جانب بسطات وأكشاك أخرى تعرض التحف والتراثيات والملبوسات وألعاب الأطفال والهدايا، ليتحول السوق الرمضاني الموسمي في أبها إلى سوق مفتوح طيلة رمضان يقدم كل ما يحتاج إليه الزائر على مساحته التي هيأتها أمانة عسير على قرابة 900 متر مربع غربي مدينة أبها بجوار مصلى العيد. ورصدت " وكالة الأنباء السعودية " الحركة التجارية لسوق أبها الرمضاني في أول أيامه، ووثقت بالعدسة أركان السوق ومعروضاته وما تقدمه الأيادي الشابة من كلا الجنسين من وجباتهم المعدة وما تتطلبه مائدة الإفطار، وذلك وسط أجواء باردة تتفاوت درجات حرارتها مابين 16 إلى 20 درجة مئوية، حيث يجد الزائر عند الاقتراب من السوق أصداء أصوات الباعة التي تتعالى في تقديم مبيعاتهم وكأنها ترسم لوحات للأسواق الشعبية القديمة التي تزخر بها منطقة عسير، ليتشكل مزيج من الماضي والحاضر على مساحات سوق أبها الرمضاني، إضافة إلى حضور ومشاركة المرأة العسيرية في تقديم أنواع عديدة من المأكولات الشعبية تتمثل في خبز التنور، واللحوح ،وموائد رمضانية أخرى، كذلك بيعهن النباتات العطرية المتمثلة في أطواق الريحان والبرك والكادي. ويميز السوق وجود العديد من شباب مدينة أبها الذين وجدوا خلاله فرصة للبيع وكسب الحلال والقضاء على أوقات الفراغ لديهم، وذلك بتقديمهم العديد من المعروضات منها الموائد الرمضانية وأيضا بيع الفواكه الموسمية التي تنتجها أرض عسير إلى جانب العصائر . ويتصدر الحنيذ قائمة الطلب من المعروضات بحسب حديث عبدالله عسيري أحد الباعة المتخصصين في تقديم الحنيذ، الذي قال في حديثه ل " واس ": أنه يجد إقبالًا للكثير من المتسوقين على طلب الحنيذ خصوصا على المائدة الرمضانية باعتباره أحد الأكلات الشعبية المعروفة في المنطقة التي يتم تحضيرها بتهيئة التنور "المحنذ" ، موضحًا أن طريقة تحضيره تأتي عبر حفرة أرضية قطرها حوالي متر وعمقها من 30 سم إلى 50 سم للحفرة العادية، ومتر للحفرة الكبيرة، وتكون مطوية ومبطنة بالحجارة، وتضرم النارعليها حتى تحمر، ثم يؤتى باللحم ليوضع على فرشة من أغصان وأعواد شجرالمرخ المعروف أو البشام والسلع، ويلي ذلك يتم تغطية "المحنذ" بأكياس الخيش ثم يدفن بالطين وتترك لمدة ساعة، ليكشف عنها ويوضع عليها الملح وتصبح جاهزة للأكل مع الأرز والخبز. وفي جانب آخر من السوق يشارك عدد من نساء عسير في عرض مبيعاتهن، حيث لم يغب دور المرأة في بيع المنتوجات وتقديم الموائد الرمضانية التي يبحث عنها الكثير، تقول " أم خالد " عن معروضاتها الرمضانية : " نقوم ببيع بعض من الوجبات التي لا تستغني عنها المائدة الرمضانية في عسير، وهي من الأكلات التقليدية التي أصبح سيدات المنازل لا يعملنها حاليا كمثل خبز الفطير الذي يعمل في التنور والدوح ومجموعة من الخبز المنوع من الحبوب كالذرة والشعير والبر، هذا إلى جانب بيع الأزياء النسائية التقليدية، والمشهورة محليا، كالثوب العسيري، و بيع أطواق الريحان والبرك وعدد من العطور النباتية المستخرجة من نباتات المنطقة "، وأضافت أنهن يجدن إقبالا كبيرا على معروضاتهن تلك من قبل الزوار والمتسوقين. من جانبه تشهد بسطات اللحوح والحلبة توافد المتسوقين عليها، حيث يفضل كثيرون من الزوار بأن تكون هذه الأكلات الشعبية على مائدة الإفطار برمضان، يقول (ماجد عسيري ) أحد الباعة بالسوق بأن البسطات تتنوع بالعديد من الوجبات الشعبية، ولكن الحلبة واللحوح تجدان إقبالا من مرتادي السوق الذي يفضلونها على موائدهم.