عرض مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جزءاً من الجهود الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية إلى الدول المنكوبة والشعوب المتضررة من الأحداث التي تتعرض لها، وذلك خلال المهرجان الأول الذين أطلقته منظمة التعاون الإسلامي في نسخته الأولى وافتتحه معالي الأمين العام الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين , بمقر دار )الأوبرا( المصرية. وعرض المركز حجم مساعداته التي وصلت لأكثر من 42 دولة متضررة ومنكوبة، وأبرز بعض المبادرات الإغاثية التي قام بها وساعد فيها لاجئين إلى العودة مجدداً للحياة الطبيعية ونسيان آلام الماضي ، وذلك بتعليمهم بعض المهن التي أفقدتهم الحروب مسار إتقانها. وفي جوانب معرض المركز الإنساني، عُرضت للحضور قصة اللاجئ السوري سميح (36 عاماً) الذي أصبح يعمل في ورشة صغيرة لإصلاح الدراجات بمخيم الزعتري في الأردن ، ويكسب منها قوت يومه على أمل العودة مجدداً لبلاده، ويقول سميح في قصته المكتوبة لزوار المعرض:" بعد كل ما مررت به ، ها أنا أكرس وقتي وجهدي لأولادي .. وأنا سعيد بأنهم التحقوا بالمدرسة السعودية في المخيم فأنا أريد لهم تعليماً جيداً يسندهم في المستقبل". ويضيف سميح:" وصلت للمخيم منذ ثلاثة أعوام، وأصبحت أعمل في صيانة الدراجات لأنها تلقى رواجاً هنا وتعدّ وسيلة النقل الأولى، استفدت من خبرتي حيث كانت لدي سابق تجربة في بلادي سوريا وأحببت تعزيزها هنا". وفي كل صورة داخل المركز لها قصة إنسانية خاصة ، فالمركز يعتمد على تأهيل اللاجئين وتعليمهم وتقديم يد العون لهم فيما بعد حتى يجدوا لهم صنعة ، ينتقلون بعدها من عالم الألم الذي عاشوه إلى الأمل الذي ينتظروه. ويقول مدير العلاقات والإعلام في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المشرف على المعرض شلهوب الشلهوب :"إن المركز يشارك في المهرجان بهدف اطلاع المشاركين في هذا التجمع الأخوي على الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية التي تقدمها المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة وهو المركز الذي وحدت به المملكة جهودها الخيّرة". وأضاف:" تعدّ هذه المشاركة ذات أهمية خاصة كونها الأولى من نوعها التي تركز على إبراز وتعزيز أوجه التعاون الإنساني والتنموي والإغاثي الذي تسعى إليه المملكة دائمًا". وحول ماهي الرسالة التي يقدمها المركز في تقديم المساعدات وتعزيز العمل الإنساني في الدول الإسلامية بشكل خاص ، أكد الشلهوب , أن الرسالة تنبثق من رؤية أساسها الريادة في العمل الإغاثي والإنساني، و رغبته في نقل قيمه إلى العالم، ونتيجة لذلك تتمحور رسالة المركز حول تنسيق العمل الإغاثي وإدارته على المستوى الدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة، وعليه فالمركز يستكمل الآن الدور الإنساني العريق للمملكة، كما يدير العمل الإنساني الخارجي وينسقه لها وفق قيم ومفاهيم أكثر شمولية واتساعًا تتجلّى فيها روح الإسلام وقيمه في عمل الخير، ومدّ يد العون لكل الناس، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاجين دون أدنى تمييز، والمحافظة على حياة الإنسان وصحته وكرامته. وقال:" هي ذات المفاهيم العالمية التي يطبقها المركز في تقديم مساعداته بغض النظر عن العرق أو الدين أو البلد، ولقد وصلت مساعدات المركز إلى 43 بلدًا في نهاية عام 2018م، كما تحظى الدول الإسلامية باهتمام خاص نتيجة ما تمر به بعض هذه الدول ومجتمعاتها من ظروف تستنفرنا للمساعدة وتقديم الدعم، أو تدفعنا للمبادرة". ولفت الشلهوب إلى أن المركر قدّم حتى الآن 680 مشروعًا متنوعًا منها الأمن الغذائي والصحي والتعليم والإصحاح البيئي ونزع الألغام وتركيب الأطراف للمبتورين والرعاية الصحية والحماية والدعم النفسي, وغيرها من المشاريع التي لقيت صدى عالميًا واسعًا. ويسعى المركز من خلال هذه المشاركة إلى نقل خبراته في المجال الإغاثي والإنساني إلى المنظمات والدول الإسلامية المشاركة، لاسيما أن المركز حظي بإشادات دولية ومن مسؤولي منظمات الأممالمتحدة الإنسانية.