رغم خرق ميليشيات الحوثيين للهدنة الإنسانية في اليمن، وحالة عدم الاستقرار الأمني في الجمهورية، والعمر الزمني القصير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلا أن المركز بدأ في تنفيذ برامجه الإغاثية وأعماله الإنسانية، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالإسراع في عملية إيصال المعونات والمساعدات للإخوة اليمنيين، والوقوف على أوضاعهم بمتابعة من المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة، حيث أعدّ المركز عدة برامج بهذا الخصوص. برامج إغاثية وأوضح المتحدث الرسمي للمركز رأفت الصباغ في تصريح صحفي أمس، أن هناك برامج تم تنفيذها رغم العمر الزمني القصير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث جرى بالتنسيق مع مسؤولي الحكومة اليمنية والمنظمات والهيئات الإغاثية بالعالم التكفل بالإعاشة العاجلة لليمنيين العالقين في كل من القاهرة وعمان وبومباي بالتنسيق مع الحكومة اليمنية بقيمة إجمالية قدرها تسعة ملايين وأربعمئة ألف ريال سعودي. وبين أنه تم تنفيذ برنامج إعادة عدد كبير من اللاجئين الإثيوبيين في اليمن إلى بلدهم، وجرى نقلهم من جازان إلى أديس أبابا، حيث بلغت كلفة هذا البرنامج مليوني ريال. وأفاد الصباغ بأنه جرى التنسيق لإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى داخل اليمن، وتم بالتنسيق مع خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع عبور باخرة تحمل نحو 3194 طن ديزل عادي قادمة من جيبوتي، وتم تفريغها في الحديدة، وعبور سفينة تحمل جازولين سائلا مقداره 33,115 ألف طن متري قادمة من ميناء صحار، وفرغت في ميناء الحديدة. كما تم التنسيق والتسهيل لعبور سفينة تحمل نحو 7 آلاف طن ديزل D2، وإدخال سفينة تحمل ألف طن دقيق سائب قادمة من صلالة، فرغت في المكلا، وتسهيل عبور سفينة تحمل 30 ألف طن متري دقيق قادمة من ميناء روستوك الألماني إلى ميناء الحديدة، إضافة إلى تسهيل عبور سفينة تحمل 8 أطنان من المواد الطبية قادمة من جيبوتي فرغت في عدن، والتسهيل لمركب يحمل مواد غذائية قادم من الشارقة إلى المكلا. وثمن المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عالياً الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمركز والدعم غير المحدود للأعمال الإغاثية في العالم. إيصال المساعدات من جهته، زار نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحّاح أمس يرافقه عدد من الوزراء ذوي العلاقة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله الربيعة ومسؤولي المركز. وفي بداية الزيارة اجتمع بحاح مع الدكتور الربيعة ومسؤولي المركز وبحثوا آلية عمل إيصال المعونات والمساعدات للإخوة اليمنيين والوقوف على أوضاعهم. وأكد الدكتور الربيعة تسخير المركز إمكاناته لإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية بالتعاون مع مسؤولي الحكومة اليمنية والهيئات والمنظمات الإغاثية الدولية وترجمة توجيه خادم الحرمين الشريفين في هذا الخصوص على أرض الواقع. فيما امتدح نائب الرئيس اليمني مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هذا المركز الدولي للإغاثة، وأن ذلك يأتي امتداداً لمبادرات المملكة الخيرة التي عرفت عنها في مسيرتها على مستوى العمل الإنساني العالمي. رسالة إنسانية وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء المركز ورعاية حفل تأسيسه وإعلانه عن تخصيص مليار ريال لأداء رسالته الإنسانية ومثلها لمساعدة الأشقاء في اليمن، تؤكد أن المملكة تواصل نهجها الأصيل والراسخ في مجال العمل الإغاثي والإنساني لكل الدول الشقيقة والصديقة والبشرية بأسرها، وحماية حق الإنسان في الحياة والأمن والغذاء والصحة. وأضاف الدكتور العيبان أن المملكة كانت دائما سباقة في مد يد العون والمساعدة لكل الدول التي تتعرض لمشكلات أو أزمات أو كوارث، وسجلها حافل بعطاءاتها المخلصة وجهودها المقدرة في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية. بشهادة كل منظمات الإغاثة ومنظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية. إنقاذ المنكوبين من جهتها، أكدت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ينم عن دور المملكة وريادتها في مجال العمل الإنساني لاسيما أن المملكة ومنذ توحيدها على يد المؤسس - رحمه الله - درجت على تقديم مساعداتها لكل الدول الشقيقة والصديقة. وقال الأمين العام للهيئة إحسان طيب: "إن تدشين خادم الحرمين الشريفين لهذا الصرح يؤكد تماماً على النظرة الثاقبة لولاة أمورنا والعبقرية الفذة لقيادتنا الرشيدة في إيجاد كل السبل المتاحة لإنقاذ المنكوبين من الشعب اليمني من مثل هذه الحالات العصيبة، مشيراً إلى حنكة الملك سلمان وتاريخه الزاخر في مجال العمل الإنساني منذ يفاعته هو الذي جعله يقف بجانب المنكوبين في كل زمان ومكان، وأصبح معروفاً للداني والقاصي بأنه في الحقيقة يحمل قلباً كبيراً مفعماً بكل المعاني الإنسانية مما جعله ملكاً للإنسانية. محبة السلام وبارك عدد من المسؤولين والمشايخ والمواطنين الخطوة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح مركزه للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز بمدينة الرياض. وأكد وزير الخدمة المدنية خالد العرج أن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يأتي انطلاقاً من الثوابت والرؤى الإنسانية التي تنتهجها حكومة المملكة منذ تأسيسها، وأضاف أن تدشين خادم الحرمين الشريفين لهذا المركز هو دلالة واضحة وجلية على مساعي المملكة الإنسانية ومؤازرتها لكل محتاج ومنكوب في شتى بقاع الأرض، تجسيداً لما تحتله المملكة من مكانة دولية في العالم كدولة محبة للسلام والخير ومتحملة لمسؤولياتها الدولية والإنسانية، وذلك ما تمثل في حفل التدشين الذي تضمن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية في الدول التي تعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع المعاناة عنها، مع تخصيص ما يتجاوز مليار ريال للحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق. وبين أن مساعي خادم الحرمين الشريفين تمثل الوجه المشرق والمنير للمملكة أمام العالم أجمع، فبعد عملية عاصفة الحزم تأتي الآن عملية إعادة الأمل كمرحلة ثانية من الجهد والحرص على مستقبل بناء اليمن الشقيق واستقراره لتتواكب مع تقديم مليار ريال لإغاثة الشعب اليمني، في مثال واضح على التزام المملكة بمسؤوليتها تجاه الشعب اليمني والتزامها بما تمليه عليها مكانتها العربية والإسلامية التي تمثلت في خطوات إغاثية ومبادرات عربية ودولية، آخرها الإعلان عن إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. تخفيف المعاناة فيما قال محافظ بني حسن، محمد البقيصي "إن توجيهات الملك بتأسيس مركز دولي للإغاثة والأعمال الإنسانية رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن هذا الوطن عنوان للسلم والسلام". وأكد حرص الملك سلمان على حياة الإنسان وكرامته ودينه ببذل الغالي والنفيس لرفع المعاناة ومساعدة الشعوب والمجتمعات المتضررة من خلال تخصيصه 274 مليون دولار استجابة للحاجات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني الشقيق، مشيرا إلى ذلك سيكون له بإذن الله أكبر الأثر في تخفيف معاناة الأشقاء في اليمن. من جانبه أفاد محافظ العقيق غلاب غالب أبو خشيم بأن هدف ورسالة المركز الدولي للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي أمر به الملك سلمان بن عبدالعزيز السعي إلى جعل هذا المركز قائماً على البُعد الإنساني بعيدا عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة، وحرصاً منه على إخواننا في اليمن الشقيق، في إطار عملية إعادة الأمل، مؤكدا أن المركز سيُولي أقصى درجات الاهتمام والرعاية للحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعا. وأبان شيخ قبائل الرهوة بالباحة أحمد الكلي في كلمته بهذه المناسبة أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جاء ليمتد عطاؤه حتى يشمل العالم بأسره لعنايته بالجانب الإنساني، وذلك من خلال التعاون مع كل الأطراف والهيئات الدولية ذات الاختصاص لدعم الحاجات الإغاثية لشعب اليمن الشقيق لاجتياز هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي يستوجب الوقوف معه ودعمه والخروج به إلى بر الأمان. نافذة أمل من جانبهم، عبر عدد من المقيمين اليمنيين عن شكرهم وعرفانهم لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتنسيق الجهود الإغاثية بغية تقديم كل المساعدات الإنسانية للمتضررين في الجمهورية اليمنية، لاسيما أن جميع المنظمات والهيئات الإغاثية عانت في إيصال تلك المساعدات في ظل الاضطرابات من ميليشيات الحوثي وأعوانهم. وثمن رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم رئيس جالية جدة مهدي حاتم النهاري ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تخصيص مليار ريال لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إضافة إلى ما سبق أن وجّه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للحاجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، وذلك انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال. وقال النهاري "هذا يجسد حرص خادم الحرمين الشريفين على الأعمال الإنسانية للشعب اليمني وتحقيق الاستقرار والأمان له، وهذا ليس بمستغرب على المملكة، فوقوفها لمساندة اليمن ودعمه حتى عودة الاستقرار والطمأنينة إلى الشعب اليمني". وأوضح النهاري أن المملكة على مد العصور تقدم المساعدات المادية والعينية للدول المختلفة إيمانا منها بأهمية دعم ومساندة العمل الإنساني والإغاثي، مشيرا إلى أن المركز يقدم رسالة سامية تحمل في طياتها كثيرا من المعاني الإسلامية السمحاء. وقال المقيم اليمني علي الشرعبي: "تتوالى مواقف خادم الحرمين الشريفين المشرفة والإنسانية تجاه اليمن وأهله، وهذا ما لا يمكن أن ينساه شعب اليمن لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة، ولا شك أن تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية هو بمثابة نافذة أمل وحياة للشعب اليمني الذي عانى الأمرين من القلاقل والانقلابات والعدوان الذي قامت به ميليشيات الحوثي وأعوانهم، وهذا المركز يؤكد حرص حكومة المملكة على اليمن ومكتسباته وأهله، وليس غريبا ولا وليد اللحظة، بل هو عريق وقائم على روابط الأخوة والجوار التي تقدم فيها المملكة درساً تاريخيا نبيلا وخالدا". دور ريادي من جهته أوضح المقيم محمد عبدالله "أن المملكة لها دور ريادي في كل أنحاء العالم في الإغاثات الإنسانية والمبادرات الأخلاقية، وقرار خادم الحرمين الشريفين تأسيس مركز موحد للأعمال الإغاثية أمر يدل على مبادئ المملكة في السلام والإنسانية ومراعاتها حكومة وشعبا لظروف الشعب اليمني في ظل عبث ميليشيات الحوثي وأعوانه بمقدرات البلاد وأعرافها وقوانينها، مقدماً شكره وتقديره وعرفانه لوقفات خادم الحرمين الشريفين التاريخية والمتوالية لليمن وأهله. ومن جانبه أشار المقيم اليمني في نجران قايد البجلي إلى أن سلسلة القرارات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين تجاه اليمن أكدت حرصه على استقرار اليمن ودعم شعبه الذي ظلمته المرحلة وأربكت حياته النزاعات المتوالية في السنوات الأخيرة التي كانت خلفها الميليشيات الحوثية وأعوانهم، كما أكدت حرص المملكة على وقوفها مع شعوب البلدان العربية والإسلامية في المحن والظروف القاسية، حيث إن هذا ديدن بلاد الحرمين على مر السنوات. كما أبان ناصر العواضي، وهو أحد المقيمين في منطقة نجران، أن خادم الحرمين الشريفين صاحب أيادٍ بيضاء ومواقف نبيلة وشجاعة تجاه اليمن، تدل على إنسانيته واهتمامه بأزمات الأمتين العربية والإسلامية، مواصلاً سيرة ملوك المملكة في هذا الجانب، الذي جعل المملكة قبلة لشعوب الأمتين في كل الظروف، مؤكدا أن الشعب اليمني تنفس الصعداء بتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بوصفه حلاً سريعاً لما يمر به من أزمة إثر عدوان الحوثيين وانقلابهم على السلطة الشرعية وعبثهم في حياة ومستقبل اليمنيين.