يحظى برنامج العيد لدى أهالي المدينةالمنورة بجملة من الصور والمظاهر المختلفة عن باقي مناطق المملكة, عطفاً على احتضان المنطقة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأتيه الجميع باكراً في أول أيام عيد الفطر المبارك مصطحبين عائلتهم وقد تزينوا بلباس العيد للصلاة فيه، وتعلو وجوههم بشائر الفرح والغبطة بمقدم هذه المناسبة السعيدة. ويتجه المصلون بعدها إلى ساحات الحرم النبوي التي تتحول عقب الصلاة إلى منطقة معايدة مفتوحة يجتمعونه فيها أهالي المدينةالمنورة وأفراد الجاليات الإسلامية من مقيمين وزوار لمسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ويتبادلون التهاني والتبريكات جميعا بمقدم العيد السعيد. واستطلعت وكالة الأنباء السعودية آراء مجموعة من الذين اعتادوا على الصلاة في الحرم النبوي خلال عيد الفطر المبارك ووفقت على انطباعاتهم ومشاعرهم في تلك الأوقات، حيث قال المواطن عبدالله عواض إنه يستهل برنامجه أول أيام العيد بالصلاة في المسجد النبوي وسماع خطبة العيد برفقة أبناءه, ليعود بعدها لمعايدة والدته, ثم يتنقل إلى منزل عمه لمعايدة جميع أفراد الأسرة والأقارب, وتناول طعام الإفطار الجماعي صباح العيد, وتقديم العيدية للأطفال, مبينًا أن برنامجه المسائي يزدحم باصطحاب عائلته إلى فعاليات مهرجان العيد, أو لمدينة الملاهى، وشراء ما يطلبه الصغار من ألعاب, ثم العودة إلى المنزل بعد تناول طعام العشاء في أحد المطاعم. ومن جهته أكد المواطن عطاالله الجهني حرصه على قضاء أول أيام العيد بالقرب من مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد النبوي، ثم المعايدة على أهالي المدينة والأقارب والمقيمين في ساحات الحرم، فالذهاب لاستكمال معايدة الأهل والأقارب والجيران صبيحة أول أيام العيد، لافتاً النظر إلى أن رحلته العائلية خارج المدينةالمنورة ستبدأ من ثالث أيام العيد. ويستمتع أهالي المدينةالمنورة وزوارها بمظهر آخر يجذب الجميع ليلة العيد السعيد, وهي مباسط الحلويات التي تعد مشهداً مألوفاً على مداخل الأحياء الشعبية وفي الطرقات, وقبالة المجمعات التجارية في المدينةالمنورة, حيث تمثّل حلوى العيد موروثاً اجتماعياً ترتسم به مشاعر البهجة والسرور على وجوه الكبار قبل الصغار مع إطلالة عيد الفطر المبارك. وأوضح بائع الحلوى المواطن مروان الحيدري أنه دأب منذ خمس سنوات على بيع حلوى العيد مقابل منزل والده في حي الخالدية, مبيناً أنه يقوم بشراء أصناف متنوعة من الحلوى محلية الصنع، لتلبية رغبات المشترين، خصوصاً تلك المحشوة بالنارجيل, والتوفي, إضافة إلى أصناف مختارة من المكسرات. وأشار إلى أن الأًصناف المتنوعة من الأطباق والحلويات التي شهدتها أسواق هذا العام، ومثلها المنتجات الغذائية المعدة بأيدي مواطنات سعوديات، لتزيّن موائد الأسر ومعايديهم خلال عيد الفطر المبارك. من جانبه أفاد صاحب محل الحلويات راجح الحربي بأنه خصّص ركناً لعرض الأصناف التي تصنعها الأسر المنتجة من حلويات بيتية خاصة, حيث يمكن للمشتري الاطلاع على المنتج وتذوقه قبل شراءه, مفيداً أن البعض من المتسوقين يحجز كمية من الحلوى ويدفع ثمنها مقدماً, ليتواصل بعد ذالك عامل المحل مع الأسرة المنتجة لإعداد الطلب للزبون لاستلامه في ساعة محددة من ليلة العيد, مؤكداً بأن هذا العمل ذو مردود مادي جيد للمحل ولأسرته على حد سواء.