لكل بلد طقوسه وعاداته الخاصة في الاحتفاء بشهر رمضان المبارك ، وفي اليمن تتنوع تلك العادات من منطقة إلى أخرى، لكنها تشترك في كثير منها ، ويعود جُلها إلى أصول قديمة تناقلها الأجيال . وتأخذ العادات الرمضانية باليمن مستويات عدة ، منها المتعلق بالخارطة الغذائية ومائدة الطعام ، ومنها المتصل بطبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، وأخرى مرتبطة بالحركة التجارية ، وغيرها من العادات. لكن الأبرز، في تلك العادات هو المتعلق بمائدة الطعام الرمضانية ، والعلاقات الاجتماعية ، حيث تشهد تنوعًا كبيرًا واختلافًا من منطقة إلى أخرى في اليمن . وتزخر المائدة الرمضانية في اليمن بالعديد من الأصناف الغذائية ، يفوق عددها أكثر من عشرة أصناف، ويختلف الحال بين المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية . ويمكن تقسيم المائدة الرمضانية ، إلى مائدة الإفطار ومائدة العشاء، لكن اهتمام اليمنيين ينصب نحو مائدة الإفطار. ومن الأطعمة التي يتوحد جل اليمنيين عليها ، في مائدة الإفطار هو ما يسمى بالشفوت، وأكلة السمبوسة، وأنوع مختلفة من الشوربات تصل إلى أكثر من أربعة أنوع ، إلى جانب أنواع من أصناف الأطعمة، مثل الحامضة، وهي تؤكل مع الخبز، والباجيه والسلطة مع اللحوح، وأنواع العصائر والتمور . أما مائدة العشاء ، فتتمحور أصنافها حول الأرز والعصيد والسلتة والفحسة ، والطبيخ ولقمة القاضي والباجية ، وبنت الصحن ، وأنواع مختلفة من أكلة " الفتة " التي يتم إعدادها من الدقيق الأبيض، ويتم خلطها بالمرق أو الموز أو التمر، ، إلى جانب أكلة " السوسي والمرسة ". ويرتبط تنوع المائدة الرمضانية وتوسعها لدى الأسر اليمنية التي تقطن المدن ، في حين أن الأسر الريفية ، تكون مائدتها محدودة الأصناف . وتعد الزيارات وجلسات السمر وتبادل الأطعمة أبرز العادات المرتبطة برمضان عند اليمنيين . وتتميز الأرياف في اليمن بنوع آخر من الجلسات المسائية وتخصص لقرآن الكريم في حلقات ، يمتد وقتها إلى ما قُبيل منتصف الليل ، حيث يقصد السكان بعض البيوت التي تقام فيها تلك المجالس ويجري فيها إضافة إلى قراءة القرآن ، تبادل الأحاديث حول الشأن العام باليمن . ومن العادات الاجتماعية الرمضانية البارزة في اليمن قيام أغلب السكان خاصة في المناطق الحضرية بالتوجه إلى المساجد وذلك قبيل آذن المغرب لتناول طعام الإفطار فيها ، وذلك لمشاركة أخوانهم الفقراء أو المسافرين هذه اللحظات الإيمانية والروحانية .