الشوربة والسمبوسة والمكرونة أطباق ثابتة في مائدة إفطار السعوديين منذ عشرات السنين، لكنها كانت في السابق تُطهى وتُقدم بطريقة تقليدية. وفي بعض المناطق يضاف إليها بعض المأكولات الشعبية المتعارف عليها في كل منطقة، وهناك من كان يقدم الكبسة على مائدة الإفطار. واليوم أصبحت الموائد بشكل عام، عامرة بأنواع ما لذ وطاب من الطعام، مثل المعجنات والأخباز وأطباق المطابخ العالمية، حتى أطباق الشوربة أصبحت تقدم بطرق جديدة وكذلك السمبوسة والمكرونة. ومن أنواع الحلويات التي كانت تقدم في السابق التطلي والمهلبية والسوكدانة والماسية، أما اليوم فإن الحلويات التي تقدم على مائدة الإفطار أكثر من أن تعد وتحصى، فالكنافة وحدها لها أكثر من خمسة أنواع، هذا عدا أنواع الكريم كراميل والجلي وغيرها. وهناك من يرى أنه لا يوجد اختلاف كبير بين أطباق رمضان حالياً عن مثلها في الماضي، غير أن آخرين يجزمون بأن تغيرات كبيرة حدثت على موائد الإفطار واكبت الحضارة التي يعيشها المجتمع في كل النواحي. وترى موضي العلي «ربة منزل» أن التغيرات في المائدة الرمضانية تغيرات شكلية وليست ضمنية، أي أن الأطباق الرئيسية لا زالت موجودة غير أنها أصبحت تطهى وتقدم بطريقة حديثة. وفي ما يخص المشروبات الرمضانية، يبقى «شراب التوت» هو المشروب الأساسي على المائدة منذ زمن بعيد حتى أن طريقة إعداده لم تتغير، وكان هناك مشروبات قمر الدين والماسية ولا زال الكثير يحافظ عليها حتى مع دخول السوبيا على الخط. واتفقت معها في الرأي أم ناصر، إذ تقول «السُفر الرمضانية لم تختلف عن ذي قبل، ومهما يطرأ من أصناف جديدة، فإن أبنائي حين يجتمعون لا بد أن يبحثوا عما أقوم بطهيه من الشربة «الجريش» السمبوسة واللقيمات وغيرها، حتى أن أحد أبنائي لا يدخل علي في رمضان إلا ومعه كيس شراب السوبيا وهذه العادة معه في كل رمضان». وتقول أم السعد وهي سيدة في العقد الخامس من العمر: «السمبوسة والشربة من الأطعمة التي رافقتني طوال حياتي، فقد كنت أقوم بفرد عجينة السمبوسة على غطاء شرشف نظيف، وأبدأ بلف السمبوسة وإلى الآن أقوم بعمل السمبوسه بهذه الطريقة».