مائدة مسجد الحي أو (السفرة) كما يطلق عليها بالدارجة، من أهم الملامح الرمضانية، التي تتوارثها الأجيال في أنحاء المملكة كافة، إذ يتنافس أهالي الحارة على تزويدها بمختلف أنواع الأطعمة، لتستضيف المحتاج والعابر وابن السبيل، ودائما ما تسهم المائدة في تعميق الروابط بين أهل الحي. ويتسابق الأهالي في جازان على تزويد تلك الموائد بما لذ وطاب من الأطعمة التي تعد في منازلهم، وتمتلئ المائدة قبيل آذان المغرب بمختلف الغذاء الشعبي مثل المغش والقطبية واللحوح وأقراص الخمير. ويجتمع على مائدة المسجد المسلمون من جنسيات مختلفة، لا يجمعهم سوى الصيام وأداء الصلاة في الشهر الكريم، في جو روحاني يعزز من الروابط الاجتماعية بينهم، وينسيهم هموم الغربة والابتعاد عن الأهل والأسرة.وذكر سالم علي أن والده يحرص على إرساله قبيل أذان المغرب محملا بالعديد من الأطعمة إلى المسجد، ليشارك في إفطار صائم، ملمحا إلى أن أسرته تفعل ذلك بحثا عن الأجر والمثوبة من الله، إضافة إلى تعميق الروابط بين الأهالي. إلى ذلك، أكد أحمد خليل (40 عاما) أنه دأب على إيصال الطعام إلى مسجد الحي منذ أن كان في العاشرة من عمره، مؤكدا أن السنين تمضى ووالدته -حفظها الله- متمسكة بتزويد جامع الحي بما تجود بها نفسها من طعام، لافتا إلى أنه تشرب هذه العادة منذ طفولته ولن يتخلى عنها مهما كانت الظروف، للراحة النفسية التي يجدها حين يسهم في إفطار الصائم، مشيرا إلى أن العادة توطد العلاقات بين أبناء الحي الوحد وتنشر الألفة والمحبة بينهم.