وأوضح المؤمن أن أطباء الأسنان يعدون جزءا كبيرا من المشكلة، ويتحملون مسؤولية كبيرة في هذا الجانب: «أطباء الأسنان لم يدرسوا الطب العام، وبعضهم يجهل آثار الإصابة بالزئبق، وبعض الأطباء مصابون بالتسمم دون أن يعلموا بذلك». وأكد أن كثيرا من دول العالم منعت تركيبات الأسنان وحذرت منها، منها السويد التي طبقت هذا النظام في العام 1995، وذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت من استخدام هذه التركيبات الصناعية بصفة عامة وخصت الحوامل والأطفال بالدرجة الأولى؛ لأن الزئبق عندما يخترق غشاء المخ فإنه يؤثر في مستوى الذكاء لدى الأطفال: «تصل درجة خطورته إلى قدرته على اختراق المشيمة والدخول إلى الجنين، بل كثير من الدراسات الصحية أثبتت أن هذه المادة السامة توجد في الحبل السري بعشرة أضعافها في الجسم». واستشهد الدكتور المؤمن بحالة بعض المرضى الذين يأتون إلى العيادات ويعانون الخمول والتعب والإرهاق والضعف في الذاكرة وقلة النوم، وعند إجراء تحاليل دم لهم يكتشف الطبيب أن لديهم أنيميا، وبعد صرف العلاج لهم نجد أن أجسامهم لا تستجيب للدواء، فنضطر لإجراء تحاليل سموم عن طريق البول، وعندها نكتشف درجة الإصابة بالسموم، وذكر أنه في أحيان يصاب المريض بحالة نفسية بسبب ارتفاع السموم ويحول إلى العيادة لتلقي العلاج. وفي سياق حديثه التحذيري الذي قد يثير غضب بعض أطباء الأسنان، كشف المؤمن أن شركات التركيبات الصناعية والأسنان هي شركات قوية وذات نفوذ، مثل شركات التبغ والمشروبات الغازية، وتعد أمريكا أكبر بلد مصدر لهذه المواد في العالم، وفي أمريكا وحدها يوجد مليون حشوة يوميا، وهذه الشركات تحارب وسائل التوعية: «منظمات البيئة ومنظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، أكدت أن عيادات الأسنان هي أحد أكبر مصادر التلوث في العالم، وهناك عدد من الجمعيات التي رفعت دعاوى قضائية ضد هذه الشركات عن طريق المحاكم، وهناك مظاهرات كانت في ألمانيا ضد مصانع الحشوات»، مبينا أن الحل يكمن في استخدام التركيبات والحشوات البيضاء التي لا تحتوي على البلاستيك. وأكد المؤمن أن السموم لا تتمثل في الزئبق فحسب، بل هناك الكادميوم واليورانيوم ومادة الرصاص التي توجد بيننا بكثرة في دهانات المنازل وبعض صبغات الشعر وزيوت التجميل وفي المبيدات الحشرية، دون وجود تحذير، وإن وجد فالشركة تتعمد أن تجعله مكتوبا بخط صغير، ومادة الرصاص تسبب مرض التوحد، وحذر من مادة الزرنيخ السامة التي تكثر نسبتها في البيوت التي تحتوي على أثاث خشبي كثير، وهذا الخشب محمي بمادة خاصة: «كثير من هذه البيوت تفتقد التهوية الجيدة وسكانها قد يصابون بالتعب والخمول وعدم النوم جيدا بسبب أعراض التسمم» .