لا يبدو منطقيا أن يساهم بعض المصورين والمصورات في خرق أنظمة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي، بينما الآخرون يطالبون بتطبيق هذه الأنظمة التي نصّت عليها اللائحة الأساسية، ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب، فهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية أكثر من المصلحة العامة، وخير شاهد على ذلك مشاركة بعض المصورين والمصورات في رحلة تصوير نظمتها الجمعية إلى منطقة عسير، وتم تضخيمها إعلاميا، حتى أن من لا يعرف خفايا الأمور يشعر أن هذا الإنجاز الخارق لن يتكرر، بينما هو في واقع الأمر نشاط اعتاد الكثير من المصورين على القيام به بجهودهم الشخصية أو عبر مجموعات التصوير، ولكن أريد لهذه الرحلة «الخارقة» أن تتضخم كي تخفف من الاحتقان الذي يعم المشهد الفوتوجرافي السعودي من فشل الجمعية في القيام بمهامها، حتى أن بعض الصحفيين المحسوبين على الجمعية وصفها بأنها رد على المشككين في إنجازات الجمعية، والمضحك المبكي أنه لا يوجد إنجازات أصلا، ليتم التشكيك بها، ناهيك أن هذا النشاط الوحيد تم عبر مخالفة للائحة الأساسية، فهي تنص على أن مشاركة الأعضاء في الأنشطة تتم عبر آلية تقرها الجمعية العمومية، ولكن من شاركوا في رحلة عسير لم يكونوا أعضاء في الجمعية، ولم يتم اختيارهم حسب الآلية التي لم تقر أصلا، وحتى لو تجاوزنا عن كل ما ذكر أعلاه، فالجمعية لم تعلن عن هذا النشاط، وتم انتقاء المشاركين، والانتقائية داء يفتك بأي جمعية، وإذا كان النشاط الأول فتاكا، فما عسانا أن نقول عن الأنشطة المقبلة، هذا إن كانت هناك أنشطة أصلا، والغريب أن المشاركين في هذه الرحلة انبروا للدفاع عن هفواتها، وساهموا عبر أقلام بعضهم الصحفية في التطبيل لهذه الرحلة، ظانين أنهم سيحصلون على امتيازات خاصة بهذه الطريقة، والحقيقة أنهم يضعون علامات استفهام حول وعيهم بالدور الحقيقي للجمعية.