رفض رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية وحقوق الإنسان في مجلس الشورى الشيخ عازب آل مسبل، والتربوي والمستشار الأسري الدكتور عبدالله العويرضي، تضمين مناهج التعليم العام مقررات عن التربية الجنسية ونظرة الإسلام لها. وأكد آل مسبل ل«شمس»، أن اكتساب الثقافة الجنسية يجب أن يكون من المحيط الأسري وليس من مقررات التعليم والبيئة التربوية. وأوضح أن الدين الإسلامي كفل هذه الثقافة من خلال القرآن الكريم الذي وردت فيه ألفاظ راقية لا تستحي البنت من الاطلاع عليها أمام أسرتها وأشقائها. وشدد آل مسبل على أنه ضد هذه المطالبات في مثل هذا التوقيت. من جهة أخرى، طالب التربوي والمستشار الأسري الدكتور عبدالله العويرضي بعدم طرح مثل هذه المناهج في التعليم العام قبل صدور توصيات دينية واجتماعية معترف بها. وأكد ل «شمس» ضرورة تهيئة المجتمع والمتلقين قبل الزج بهذه المقررات في التعليم العام: «يجب أن تعمل لجان شرعية من علماء الاجتماع والتربويين لوضع الخطوط العريضة لمثل هذه المناهج في حال طرحها؛ كي يقدموا خلاصة علومهم لخدمة المتلقي وانعكاسها على المجتمع بشكل إيجابي». وأكد العويرضي أن المجتمع ليس مهيئا لذلك في ظل وجود العادات والتقاليد واختلاف طرق التربية التي تنتهجها الأسر، وكذلك رفض المجتمع لأي من الأمور التي يرتبط لفظها بالثقافة الجنسية. وأشار إلى ضرورة مرور تنفيذ مثل هذه التوصيات بالتمهيد من خلال تفعيل دور الإعلام والبدء في نشر الثقافة الجنسية بالمحيطات الأسرية التعليمية. إلى ذلك، خالفت المشرفة التربوية فوزية اليوسف، الشيخ عازب آل مسبل والدكتور عبدالله العويرضي الرأي، وأكدت ضرورة الزج ببرامج توعوية تهتم بتثقيف الطلاب جنسيا. وطالبت بطرح مناهج تهتم بحقوق الطلاب في بداية الأمر، وذلك لكسر العديد من الحواجز ونشر الوعي. وأوضحت فوزية أن غياب الثقافة الجنسية أسهم في ارتفاع حالات التحرش الجنسي الذي يجد الطالب حرجا كبيرا في مواجهته أو الإبلاغ عنه. وكان عدد من الباحثات المتخصصات في الشؤون الأسرية والإصلاح الاجتماعي أوصين في ختام ورشة «دراسة المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة.. الأسباب والآثار والعلاج» التي نظمتها الجامعة الإسلامية بالمدينة لمنورة بفندق دار الإيمان، أمس، بضرورة تضمين المناهج في التعليم العام لمقررات عن التربية الجنسية ونظرة الإسلام لها، وتطوير المناهج في التعليم العام للتوعية بتغيرات العصر وكيفية التعامل معها، وكذلك الاستفادة من مباني المدارس النموذجية في الأحياء لتقديم محاضرات ودورات لتطوير الذات وفن العلاقات الأسرية والزوجية، وتكوين فرق للعمل من أهالي الحي بإشراف متخصصين في التربية والاجتماع، وتوجيه فترة النشاط غير المنهجي في التعليم العام والعالي للتدريب على المهارات الحياتية والتواصل الفعال، وإنشاء مراكز ثقافية ونواد رياضية في الأحياء لاستثمار طاقات الشباب فيما ينفعهم وينفع مجتمعاتهم، وإعطاؤهم مساحة كافية لإثبات ذواتهم، وإشراكهم بشكل فعال في تخطيط وتنفيذ البرامج الشبابية.