عادت الحياة مجددا إلى الأجواء الأوروبية بعد الإعلان عن تسيير 75 في المئة من الرحلات الجوية التي توقفت تماما خلال الأيام الماضية بسبب سحب الرماد الناجمة عن بركان آيسلندا. ومحليا، أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية استئناف رحلاتها إلى مطارات أوروبا بدءا من اليوم، وذلك من محطاتها الرئيسية الثلاث في كل من الرياضوجدة والدمام. وأكد أحمد مدني مساعد المدير العام للعلاقات العامة بالإنابة أن إعادة تشغيل الرحلات إلى أوروبا تأتي بعد عودة حركة الملاحة الجوية بشكل تدريجي في مطارات دول الاتحاد الأوروبي إثر زوال آثار السحابة البركانية. من جهتها، أعلنت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) أمس أن ثلاثة من بين كل أربع رحلات طيران فى أوروبا تمكنت من التحليق. وقالت في بيانها: “بحلول نهاية اليوم (أمس) نتوقع أن يبلغ عدد الرحلات الملغاة أكثر من 100 ألف رحلة جوية منذ الخميس الماضي”. وأوضحت أن حركة الطيران ما زالت مغلقة في جنوبالسويد وحول العاصمة الفنلندية هلسنكي، ولكنها توقعت رفع هذه القيود تدريجيا خلال الساعات المقبلة”. وتمكن أمس آلاف الركاب من أصل ملايين المسافرين العالقين منذ ستة أيام من استقلال طائرات عبرت بهم سماء أوروبا، وقد اتسع مدى هذا الانفراج في المساء. وبعد إغلاق مطار هيثرو اللندني، الأول في العالم من حيث حركة الركاب الدولية، لمدة خمسة أيام، حطت فيه رحلة أولى لشركة بريتيش إيرويز قرابة ال12 بعد منتصف ليل أمس الأول. وفي فرنسا قال جان لوي بورلو وزير البيئة: “إن استئناف حركة الملاحة الجوية ازداد أمس بهدف تأمين 100 في المئة من الرحلات البعيدة و60 في المئة من الرحلات المتوسطة”. وأعلنت بولندا فتح مجالها الجوي أمس صباحا، فيما أكدت المجر وسلوفاكيا والنرويج إعادة فتح مجالاتها الجوية مؤقتا على الأقل. وأعلنت (إير تشاينا) ثاني شركة وطنية صينية للطيران استئناف رحلاتها خلال النهار إلى موسكو واستوكهولم وروما. كما استؤنفت الرحلات جزئيا في بلجيكا وإيطاليا، فيما سجلت عودة بطيئة إلى الوضع الطبيعي في سويسرا. ومددت ألمانيا إغلاق مجالها الجوي حتى منتصف ليل أمس، فيما أمّنت إسبانيا التي قلما تأثرت بسحابة الرماد البركاني، 160 رحلة خاصة من مطاراتها منذ الاثنين الماضي. وفي فرنسا، استؤنفت الرحلات البعيدة إلى خارج الاتحاد الأوروبي أمس الأول بعد توقفها بشكل شبه تام منذ خمسة أيام. وبمعزل عن المدة التي سيستغرقها ثوران البركان الآيسلندي، وصلت الخسائر نتيجة البلبلة في حركة الملاحة إلى مئات الملايين من الدولارات بحسب شركات طيران وسلطات عدة. وأعلنت شركة طيران الإمارات خسائر بقيمة 65 مليون دولار تقريبا، فيما قدرت شركة دلتا كلفة إلغاء الرحلات ب20 مليون دولار حتى مساء الاثنين الماضي. وأعلن جيوفاني بيسينياني رئيس الجمعية الدولية للنقل الجوي (أياتا) أن أكثر من خمس شركات طيران (متوسطة وصغيرة الحجم) مهددة بالإفلاس نتيجة نفاد السيولة، مشيرا إلى أنه سيطلب من الاتحاد الأوروبي أن يسمح لحكومات الدول الأعضاء بتعويض كلفة تجميد الطائرات على الشركات. وطالبت جمعية شركات الطيران الأوروبية التي تضم 36 شركة بمساعدة لدعم مختلف الخطوط الجوية في مواجهة خسائرها، فيما وصل عدد الرحلات التي ألغيت في أوروبا إلى 95 ألف رحلة بحسب (يوروكونترول). كما أفادت الحكومة الفرنسية بأن إلغاء الرحلات كلف القطاع السياحي حتى أمس 200 مليون يورو (1.04 مليار ريال).