حوَّلت عدسة المصور الفوتوغرافي خالد خضر أمس الأول جدة إلى معرض (تحت الشمس)، وذلك بجمع 20 صورة فوتوغرافية سلطت الضوء على الميادين التي تزين محافظة جدة؛ ما جعلها معرضا فنيا بروازه السماء والبحر. وشهد المعرض الذي حمل عنوان (تحت الشمس) أهم الأعمال التي التقطتها عدسة خضر، وتوجها حضور الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي أبدى تفاعلا كبيرا مع محتويات المعرض. وأكد وزير الثقافة والإعلام خلال افتتاحه المعرض أن التصوير الفوتوغرافي من الفنون الجميلة التي يجب الاهتمام بها، وأنه منبع جميل للفنون الأخرى التي يجب التركيز عليها ودعمها. وأضاف خوجة أن الفن التشكيلي والفوتوغرافي من أهم الأعمال التي تسهم في رقي الأمم وتقدمها، وهذا الأمر هو الذي يحفز وزارة الثقافة والإعلام على دعم هذه الفنون وتشجيعها. وعن معرض خضر قال الوزير:“من وجة نظري فالمعرض المقام حاليا أكاد أصفه بالعالمي؛ فقد استطاع المصور الفوتوغرافي خالد خضر تحويل الصورة إلى تحفة فنية نابعة من حس مبدع”. فيما تحدث خالد خضر الذي كان محتجبا عن إقامة المعارض في السنوات الماضية قائلا:“مع الأسف لم يكن هناك تقدير للرموز في مجال التصوير الفوتوغرافي، لكن في عهد خوجة أصبح هناك تسليط للضوء على الأعمال الفنية؛ فخلال عامين لم أقم أي معرض لعدم تفهم بعض القائمين في الإعلام لشؤون التصاريح”. ويضيف:“أنا أول مصور سعودي خلال 30 عاما، وقد شجعني خوجة وطلب مني إقامة هذا المعرض؛ لذلك هو صاحب المبادرة، ويكفي أنه تحمل عناء السفر من أجل افتتاح المعرض”. وأضاف:“هذا التشجيع دفعني بقوة إلى إقامة معرض يخصص ريعه للمعاقين بعد التسهيلات التي منحت للمبدعين من قبل وزارة الثقافة والإعلام”. وعن سبب تسمية المعرض وتسليط العدسة على الميادين التاريخية قال خضر:“جدة تاريخ؛ فهي التي استطاعت أن تجمع كل فناني العالم تحت شمسها، وبعد كارثة السيول توقع الجميع أن جدة انتهت، لكن قررت أن أقيم هذا المعرض في أضخم فنادق جدة؛ ليتمكن عدد كبير من الزوار والمقيمين في الفندق من التأكد أن جدة عروس البحر وألبوم فني جمع فناني العالم، بل لوحة فنية جمعتهم ونشرت أعمالهم”، وأضاف:“جدة مدينة الجمال، وبفضل الله ثم بدعم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي يتميز بالشفافية والشاعرية والحنكة الإدارية ستكون جدة مدينة عالمية ولوحة فنية”. من جانب آخر، يأتي اسم المعرض الذي يحمل كتابا لخضر كوسيلة لإيصال روح جدة إلى مرتاديها؛ فقد تركت هذه الصور على حد تعبير خضر فرقا في حياته ومخيلته وارتبط بها من حيث لا يدري.يضيف خضر معلقا على تسمية جدة بأنها متحف (تحت الشمس):“عملي مصورا فوتوغرافيا أكثر من 30 عاما جعلني أراقب عن كثب ملامح التطور الجمالي للمدينة ومكامن السحر المخبأة في جنباتها؛ ما دعاني إلى تأصيل ذاكرة جدة والمزج بين ماضيها وتطورها من مدينة داخل سور تغلق أبوابها السبعة بعد غروب الشمس لا يستطيع أي كان الخروج منها أو الدخول إليها، إلى مدينة مفتوحة على كل العالم وكل الثقافات. فقد استطعت جمع أكثر من 900 صورة تم التقاطها على مدى 40 عاما من العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، تضم صورا لمجسمات جدة الجمالية منذ أول عمل جمالي وضع فيها قبل نحو 27 عاما عندما كان المهندس محمد سعيد فارسي أمينا للمدينة، وهو الذي كان له السبق في أن يضع الأشكال الجمالية في المدينة بمشاركة أهالي المدينة وتجارها؛ وهو ما حوَّل المدينة إلى معرض مفتوح لكل أسرة. وعلى غير عادة المتاحف والمعارض الفنية التي يستطيع روادها فقط المشاهدة، يستطيع أهالي جدة وزوارها الاستمتاع بمفاتنها عن طريق اللمس والجلوس قريبا منها وأخذ ما شاؤوا من الصور”.