لم يدر في خلد آلاف (البعارين) الأسترالية المتهمة أن رحمة الله ستنقذهم من مصائرهم الرمادية المحتومة، وذلك بفزعة (متسعودة) انتشلتهم من براثن الموت تحقيقا لعولمة الإبل وتلاقح ثقافات (الأباعر) واكتساب خبرات أجنبية. الخبر يتحدث عن عزم الحكومة الأسترالية- بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية- سحق آلاف من الإبل بصفرها ووضحها ومجاهيمها.. قبل أن تتقافز الأنباء عن عزم أحد هواميرنا (اللطاف) جدا توريد تلك الكائنات المقهورة اللائي قضين سنواتهن العجاف دون مزاين يقذف بسعر الواحدة منهن ل15 مليون ريال، وسرحن ومرحن دون أن تلاحقهن كاميرات قنوات القرون المتحجرة.. بل، ولكم أن تتخيلوا أنهن طوال تلك السنوات لم يتسببن يوما بوفاة أحدهم على طريق مزفلت. ومع أنه لا ناقة لي ولا حاشي بهذا الحدث العظيم، ولا قرابة تربطني بذلك التاجر (الحنين) جزاه الله عن كل ملاك الحيوانات خيرا، إلا أني لن أستطيع كبح جماح عيني من الهطول دمعا وأنا أرى طلائع الجمال الأسترالية المحترفة في صحارينا المحلية تصنع خيارها الحر، ومستقبلها النير، رافعين لافتة خط عليها (درسنا عيالكم.. درسوا بعارينا)!.. كيف لي أن أخفي بهجتي ومسطحاتنا الخضراء المورقة سيشاركنا بها وأخيرا جمع طيب من إبل بلاد الفرنجة، بعد أن سئمنا رؤية نفس الحيوانات بنفس الرقع المعشبة كملعب قولف، تتمايل فيها الشجيرات.. الورود، وتتهفهف” الأعشاب، وتطل الغزلان حينها من نوافذ مخيماتنا قائلة: ما ودكم تصيدونا؟! سيحسدنا العالم المتحضر حينذاك على نياقنا مزدوجة السنام الجديدة التي ستطفح بها أماكننا.. شوارعنا.. أسواقنا.. وسنشعر حينها بالفخر ونحن نرى ناقة صغيرة (منسدحة) فوق سيارة أحدنا بليالي الصيف الحارة بديلة عن تلك القطط التي اعتدنا الصراخ بوجهها لطردها. سفن الصحراء.. شركاؤنا في هذا الكوكب.. أهلا .. وسعيدون بكم..