مع قرب انطلاق منتدى جدة الاقتصادي لعام 2010 في دورته العاشرة، يترقب عدد كبير من رجال الاقتصاد والسياسة في العالم ذلك المنتدى لرسم رؤية اقتصادية جديدة من خلال طرح عدد من الأفكار المدونة في أوراق عمل تساعد على تجاوز العقبات الاقتصادية، وذلك بعد مرور العالم بأزمات مالية عالمية واقتصادية أبرزها الأزمة المالية العالمية التي أثرت تداعياتها في اقتصاديات دول العالم كافة، ليتم في الأخير إعادة النظر في صياغة الفكر الاقتصادي من جديد. ويحمل المنتدى الذي انطلق من مدينة جدة المحاذية لساحل البحر الأحمر والبوابة التجارية الغربية من السعودية مشاهد لا تزال في الذاكرة بدأت أحداثها من المنتدى الأول 2000، ليكون مشروعا عالميا يحمل فكرة تجمع دولي ضخم يرسم مضامين قرارات اقتصادية وسياسية عالمية في دوراتها المقبلة، وإن لم تكن في حسبان أصحاب فكرة ذلك المشروع وصوله إلى ما وصل عليه الآن. وجاءت بداية منتدى جدة الاقتصادي الأول الذي ظهرت فكرته على يد عمرو الدباغ الذي اقترح إنشاء منتدى عالمي يكون جامعا للسياسة والأكاديمية ورجال الأعمال تحت سقف واحد في مدينة جدة تحت شعار “نمو ثابت في اقتصاد عالمي” بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية وتعاون مع مركز الأعمال والحكومة وكلية جون كيندي وجامعة هارفارد، ليتم تدشينه الراحل الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، حيث كان من أهداف منظمي المنتدى الأول استقطاب أسماء بارزة وسياسية لحضور المنتدى؛ إذ كان من أبرز الضيوف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب وجون ميجور رئيس الوزراء البريطاني السابق؛ كي يكسبا المنتدى صبغة رسمية وعالمية من خلال توجيه أنظار العالم إلى منتدى جدة الاقتصادي كبقية المنتديات التي حظيت بالعالمية، والذي تحقق بعد أن لاقى المنتدى أصداء عربية وعالمية عقب انتهاء الجلسات؛ ما جعل المسؤولين على ذلك المنتدى يركزون اهتمامهم على ذلك المنتدى وتطويره بشكل يستقطب المهتمين بالاقتصاد في العالم. في حين جاء منتدى جدة الاقتصادي الثاني أكثر تركيزا من الناحية الاقتصادية، وذلك من خلال المحاور التي أثيرت في جلساته؛ حيث تم طرح قضايا في “الثورة الصناعية الثالثة”، و”الأعمال الإلكترونية” و”المشاريع التجارية”، تناولها أكثر من 30 متحدثا، ناقشوا عدة نقاط اقتصادية أهمها “نظرة عالمية وسعودية للعام 2002”، و”حماية النظام المالي العالمي”، و”الطاقة في الاقتصاد العالمي الجديد”، و”التكامل الاقتصادي العالمي واستقرار سوق الطاقة”، و”القيادة في أوقات الأزمات الاقتصادية”؛ إذ لم يغفل القائمون على المنتدى في دورته الثانية أهمية حضور الشخصيات البارزة ليتم استقطاب المستشار الألماني السابق هيلموت كول والرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان.