مع نهاية كل موسم دراسي، يعاني الكتاب المدرسي كثيرا بسبب الإهمال والامتهان الذي يصيبه؛ بسبب قيام كثير من الطلاب بإلقائه بعد فروغهم من أداء الامتحانات، إما على قارعة الطريق أو بجانب الأوساخ أو تمزيقه وبعثرة أوراقه؛ مما يدل على استفحال هذا السلوك الخاطئ في أوساط الطلاب بمختلف فئاتهم وأعمارهم. وأجمع عدد من التربويين على أن علاج هذه الظاهرة يشترك فيه المنزل والمدرسة، وطالب عدد منهم بضرورة إيجاد آلية للحد من ظاهرة امتهان الكتب الدراسية، وبيّن محمد الحربي (معلم بمدرسة في مكةالمكرمة) أنه يمكن الاستفادة من الكتب المدرسية من خلال بيعها إلى شركات الطباعة أو مصانع الورق، وهذا يعود بعائد مادي جيد لوزارة التربية والتعليم، كما يتعين على الوزارة وإدارات التربية والتعليم وضع آلية معينة للاستفادة من هذه الكتب، مؤكدا أن موسم الاختبارات يعد من المواسم التي تتفاقم فيها مشكلة رمي الكتاب المدرسي وامتهانه بعد أداء كل امتحان، رغم ما تحتويه هذه الكتب من آيات قرآنية وأحاديث شريفة، فنجد هذه الكتب إما ملقاة في الفناء الخلفي لبعض المدارس يعبث بها الهواء وتغطي أوراقها الأتربة، أو في الطرقات أمام المدارس يطأ عليها الطلاب والمارة بأرجلهم غير آبهين لما تحتويه هذه الأوراق المتطايرة من آيات شريفة وعلوم وقيم. ويوضح إبراهيم الكتبي، أن هذه المشكلة يمكن الحد منها متى ما أدرك رب الأسرة والطالب الدور التربوي والتوعوي في هذا الجانب، مؤكدا أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تضافر الجهود، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إلقاء الكتب خلال أيام الاختبارات أصبح ظاهرة وليس مشاهد عابرة، وهذا يحتم وضع حلول لهذه المشكلة، ويزيد الكتبي بالقول: “أعتقد أن الحل في توعية الأبناء وحثهم على احترام الكتاب، وضرورة وضع ضوابط ولوائح تشتمل على عقاب من يقوم بهذا السلوك المخالف”. ويسرد كل من محمد الزهراني ومحمد محلي (معلمين) عدة طرق علاجية توعوية للحفاظ على الكتب الدراسية من الامتهان، خصوصا في فترة الاختبارات من كل فصل دراسي: كإقامة الندوات حول مكانة العلم ووجوب الاهتمام بوسيلة العلم، وتحفيز الطلاب من خلال تخصيص جائزة لأنظف وأفضل طالب محافظ على كتبه الدراسية، وكذلك ربط استلام النتيجة بتسليم الكتب نظيفة وصحيحة للمدرسة، وتفعيل لائحة السلوك والمواظبة بتطبيقها على الطالب غير المحافظ على الكتب، والتوعية الأسرية بوجوب توجيه أبنائهم إلى الاعتناء بها.