يشهد ملعب “أومباكا” بمدينة بينجيلا الأنجولية اليوم واحدة من أصعب وأبرز المواجهات على الساحة الإفريقية، عندما يلتقي المنتخبان المصري والكاميروني لكرة القدم في إحدى مباريات دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الإفريقية ال27 المقامة حاليا في أنجولا. وتمثل المواجهة بين الفريقين اليوم نهائيا مبكرا للبطولة، خاصة أن كل منهما أحرز اللقب الإفريقي أكثر من مرة، كما التقيا في نهائي البطولة الماضية التي أقيمت في غانا قبل عامين. ويخوض المنتخب المصري مباراة اليوم بمعنويات عالية وبروح يسودها التفاؤل إلى جانب الحذر، خاصة أن مباراة الفريق الأولى في البطولة الماضية التي أحرز فيها الفوز 4 / 2 على أسود الكاميرون كانت المفتاح الحقيقي للفريق نحو اللقب. كما يحظى المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) بتفوق ملحوظ في مواجهاته مع نظيره الكاميروني، والتي كان آخرها الفوز عليه مرتين في البطولة الماضية، حيث افتتح مشاركته في البطولة بالفوز عليه 4 / 2، وأحرز اللقب بالفوز عليه 1/صفر. ورغم ذلك يدرك المنتخب المصري أن الفوز على المنتخب الكاميروني ليس أمرا محسوما بشكل تام، وإنما يحتاج لبذل المزيد من الجهد والتزام الحذر الشديد في التعامل مع أسود الكاميرون التي تخوض المباراة بحثا عن “الثأر” إلى جانب الرغبة في بلوغ المربع الذهبي للبطولة. ونجح المنتخب المصري في حصد الانتصارات خلال الدور الأول رغم غياب الكثير من عناصره الأساسية ومنهم عمرو زكي ومحمد أبو تريكة وأحمد حسام (ميدو) وشريف عبدالفضيل ومحمد بركات وغيرهم بسبب الإصابات وأسباب أخرى. وفي المقابل، يسعى المنتخب الكاميروني (الأسود التي لا تقهر) إلى الثأر من أحفاد الفراعنة والتقدم إلى المربع الذهبي ليتقدم خطوة جديدة على طريق البحث عن لقبه الإفريقي الخامس بعد أن فشل في تحقيقه في البطولة الماضية. ويدرك المنتخب الكاميروني أن مهمته في غاية الصعوبة أمام أحفاد الفراعنة، خاصة بعدما عانى كثيرا في الدور الأول ولم يتأهل لدور الثمانية إلا من الباب الضيق، حيث استفاد من لوائح البطولة التي تعتمد على نتائج المواجهات المباشرة. وما يطمئن الكاميرون أنه استهل مسيرته في البطولة الماضية أيضا بهزيمة كبيرة 2 / 4 أمام المنتخب المصري، ولكنه شق طريقه إلى المباراة النهائية للبطولة، وهو ما يسعى إلى تكراره في البطولة الحالية. وظهر عدد من لاعبي مصر بمستوى رائع في الدور الأول، ومنهم المخضرم أحمد حسن قائد الفريق، وحارس مرماه المتألق عصام الحضري، والمدافع وائل جمعة، والمهاجم النشيط عماد متعب. وفي المقابل، لم يستغل المنتخب الكاميروني اكتمال صفوفه بشكل كبير في البطولة الحالية للظهور بشكل جيد، حيث كان أفضل اللاعبين هو أشيلي إيمانا، في حين ظهر جميع زملائه دون المستوى، وفي مقدمتهم المهاجم صامويل إيتو الذي سجل هدفين فقط، رغم أنه توج بلقب الهداف في البطولتين الماضيتين، وكذلك المدافع المخضرم ريجبور سونج الذي كان إحدى نقاط ضعف الفريق في الدور الأول وغيرهما من اللاعبين. زامبيا ونيجيريا يسعى المنتخب الزامبي إلى تفجير مفاجأة جديدة في كأس الأمم الإفريقية عندما يلتقي نظيره النيجيري اليوم، كما يأمل الأخير في عبور العقبة الزامبية في طريق استعادة بريقهم على الساحة الإفريقية بعد 16 عاما غاب فيها اللقب الإفريقي، حيث كانت آخر بطولة حققها عام 1994 بتونس بعد تجاوزه زامبيا في النهائي. ويعتبر الفوز في مباراة اليوم هو الوسيلة الوحيدة التي يرد بها المدرب شايبو أمادو المدير الفني الوطني للمنتخب النيجيري على الانتقادات الموجهة إليه منذ فترة طويلة، كما سبق أن أوضح مسؤولو الاتحاد النيجيري للعبة أن وصول الفريق للمربع الذهبي في البطولة الحالية هو الأمل الوحيد لأمادو في الاستمرار مع الفريق. ولذلك، فإن الهزيمة في مباراة اليوم تعني رحيل أمادو من تدريب الفريق وقد تسفر عن الكثير من التغييرات في صفوف النسور بعد قدوم المدرب الأجنبي الجديد. ورغم إصابة مدافعه الشهير جوزيف يوبو وغيابه عن صفوف الفريق، يعتمد المنتخب النيجيري على مجموعة متميزة من اللاعبين يتقدمهم لاعب خط الوسط جون ميكيل أوبي والمهاجمان ياكوبو إيوجبيني وأوبافيمي مارتينز، وكذلك المهاجم المتألق بيتر أوديمونجي الذي لعب دورا كبيرا في تأهل الفريق للدور الثاني بهدفيه في مرمى منتخب موزمبيق. في المقابل، تمثل المباراة نقطة انطلاق مهمة للمنتخب الزامبي الذي عانى كثيرا في البطولات الماضية وكونه لم يتخط الدور الأول منذ عام 1996. ويضم زامبيا كثيرا من النجوم البارزين مثل جاكوب مولينجا وجيمس تشامنجا وكريستوفر كاتونجو ورينسفورد كالابا، ولكن الأخير قد يغيب بسبب الإصابة.