آداب الشريعة الإسلامية جاءت شاملة لموضوعات الحياة كلها، مع اختلاف أزمانها، وجاءت لتنظم أمور حياتنا ومعاملاتنا بشكل يضبط إيقاع الحياة ولا يترك فرصة لأي تجاوزات، حيث بينت الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع.ومن تلك الحقوق والواجبات ما يختص بعلاقة الآباء والأبناء، وهي من الأهمية بمكان؛ لأنها ترتبط بصلة الرحم والدم، فكلما كانت العلاقة أكثر دفئا انعكس الأمر إيجابا على المجتمع. لكن يلاحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة مطالبة بعض الآباء الذين يتقاضون رواتب وظيفية أو تقاعدية عالية بالنفقة من أبنائهم سواء أكانوا من الرجال أو النساء، دون مراعاة لحالتهم المادية وكونهم يرعون أسرا لها هي الأخرى احتياجاتها ومتطلباتها وذلك تحت ذريعة (أنت ومالك لأبيك). وكثيرا ما تلاقي الفتاة العاملة غير المتزوجة مشكلة في إرضاء طلبات والدها من راتبها، رغم أنه غير محتاج بل إن بعضهم يمنع تزويجها حتى تبقى عنده في البيت، كما أن بعضهم يملك الجرأة على المطالبة بحقه في راتبها حتى بعد أن تتزوج وتستقل بحياتها. كما أن بعض الآباء يهجر الزوجة الأولى وأبناءها الصغار ويتركون مهمة الإنفاق عليهم لإخوانهم الكبار.. ويقول صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته). إن ظهور تلك الحالات وإن كانت على نطاق ضيق، يستحق الدراسة والعمل على عدم شيوع تلك الثقافة المشوهة، وهو جهد يحتاج إلى تضافر الخبراء في العلوم الاجتماعية وووسائل الإعلام وحقوق الإنسان وغيرها من الجهات الأخرى.