بين يوم وآخر نفاجأ بقائمة من الأفلام الطويلة والقصيرة تغادر السعودية للمشاركة في مهرجانات عربية وعالمية، ويصرف عليها مبالغ كبيرة من قبل المنتجين، ويستعينون فيها بأسماء من الصف الأول في الدراما، دون أن يشاهد المجتمع هذه الأفلام ليحكم عليها، أو حتى استفاد من القضايا التي تناقشها.. على الرغم أن الرسائل والقضايا التي تتضمنها هذه الأفلام لا تقتصر على فئة الكبار، بل قبل فترة بسيطة شاركت مجموعة من أفلام الأطفال السينمائية في مهرجان القاهرة للأفلام، وسجلت حضورا أشاد به الجميع، المثير الذي يطرح عددا من علامات الاستفهام، أن هذه الأفلام بعد عودتها من المشاركات الخارجية تعود لتكون حبيسة أدراج أصحابها، ويكون عمرها الافتراضي انتهى، وتبدأ دورة إنتاجية جديدة، التساؤل الذي يدور في أذهان الكثيرين: هل هناك جدوى من إنتاج أفلام لتطرح قضايانا في مجتمعات أخرى دون أن يراها من صنعت هذه الأفلام من أجلهم..؟! هذا التساؤل طرحناه على عدد من المهتمين بالشأن السينمائي السعودي، وجاءت آراؤهم كالآتي: الضبابية مستمرة راشد الشمراني أحد نجوم الدراما الذين أنتجوا فيلم (صباح الليل) من بطولته مع أسعد الزهراني وعبدالعزيز السكيرين، وإخراج مأمون البني، لكن الفيلم لم يشاهده سوى الشمراني وممثلو العمل دون أن يرى النور.. عن هذا والصناعة المهدرة للأفلام السينمائية تحدث الشمراني ل”شمس” قائلا: “لا تزال الضبابية مستمرة في سماء السينما السعودية، خاصة بعد وقف مهرجان جدة السينمائي ونحن لدينا أفلام نتمنى عرضها ليشاهدها الجمهور السعودي التي تعنيهم بشكل رئيس”، وأضاف: “متى ما انكشفت ووضحت لنا الأمور فالجميع سيشاهد ويعرض أفلامه”. خطط بديلة للعرض من جهته، أجاب المخرج والمنتج ممدوح سالم، وهو أكثر السعوديين حضورا في السينما العربية والعالمية، والذي يشارك حاليا في المهرجان السينمائي الإسلامي في ماليزيا بفيلم (مهمة طفل) بطولة الفنانة هيفاء حسين قال: “على حد علمي هناك تحضيرات حاليا لقيام مهرجان جدة الآسيوي، أما فيما يخص الأفلام السعودية وعرضها فيوجد لدينا أكثر من خطة لعملية ترويج الأفلام وعرضها، منها الاتفاق مع شركة روتانا لعرض الأفلام التي ننتجها على قنواتها الفضائية، ونحن حاليا في طور التحضيرات مع شركة روتانا للآلية التي سيتم من خلالها عرض الأفلام”، وأضاف: “كما أن هناك خطة أخرى وهي إنشاء موقع رسمي للأفلام السعودية يتم عرض الأفلام من خلالها باللغتين العربية والإنجليزية، لكن هذا المشروع ضخم يحتاج إلى دعم وتمويل كبيرين؛ حتى يكون هناك تنظيم في العرض وعمل قاعدة بيانات للموقع”، وفيما يتعلق بعملية توزيع الأفلام عن طريق ال(دي في دي) قال: “مسألة توزيع الأفلام أصبحت غير مجدية، خاصة مع انتشار القرصنة، وخسارة الأفلام الطويلة التي يقوم ببطولتها نجوم، فما بالك بأفلام قصصية يقوم عليها شباب؟.. فأعتقد أن مسألة التوزيع أصبحت غير مجدية نهائيا”. بيعه (دي في دي) أما المخرج الشاب سمير عارف الذي أنتج عددا من الأفلام ويشارك أيضا فيلمه (مجرد كلمة) هذه الأيام في مهرجان الأفلام الإسلامية في ماليزيا فقال: “هناك عدد من الطرق لعرض الفيلم مثل عرضه عن طريق الإنترنت أو توزيعه عن طريق ال(دي في دي)، وأنا شخصيا حدث معي ذلك عندما طلبت مني إحدى الشركات فيلم (نسيج العنكبوت) وعرضته على موقعها وحظي بنسبة مشاهدة كبيرة من قبل الجمهور”، وأضاف: “الممثل أو المخرج عندما يعمل فيلما لا يريد منه فقط أن يشاهده الناس، بل يريد أن يشارك من خلاله في المهرجانات السينمائية العربية والخليجية لكسب الخبرات وتبادل الثقافات المختلفة”، وزاد: “يتحكم في انتشار الفيلم قوته والرؤية الإخراجية التي ظهرت في الفيلم، فهناك أفلام صُرف عليها مبالغ كبيرة، إلا أنها لم تنجح لضعفها، وهناك أفلام صرف عليها القليل، لكنها حظيت بردود فعل جماهيري عريضة”.