قدم عدد من الفنانين أغنيات لا يمكن أن تزول من ذاكرة الجمهور بسرعة، وأصبح الجمهور يطلب من الفنانين أن يقدموا أعمالا في مستواها لاكتمالها من كافة الجوانب الفنية، واكتمال أضلاع المثلث الغنائي فيها بصورة كبيرة (الكلمات - الألحان- أداء الفنان)، وأصبحت هذه الأعمال الغنائية هي مطلب الجمهور من الفنان أينما حل وارتحل، وأصبحت تشكل ضغطا كبيرا على الفنان كلما فكر في طرح شيء جديد. هذا النوع من الأغاني غير العادية لم يعد موجودا الآن في الساحة بالصورة التي كان عليها في الماضي، وهنا نسرد بعض الأغنيات الخالدة التي (ورّطت) أصحابها، وأدخلتهم في دوامة البحث عن عمل يكون بنفس القوة والحضور، ويحمل نفس النكهة والعبق. (الأماكن) عملت زحمة يأتي في مقدمة الفنانين الذين عاشوا أزمات مع بعض أغنياتهم فنان العرب محمد عبده الذي قدم طوال مشواره الفني أكثر من ألف أغنية منوعة، إلا أنه بعد طرح أغنية (الأماكن) دخل في دوامة البحث عما هو أفضل منها، ولكنه إلى الآن لم يتفوق عليها، وقد ذكر الشاعر سعد الخريجي في حديث سابق ل»شمس” أن محمد عبده لن يستطيع تجاوز (الأماكن) مهما فعل، وإن استطاع فإن ذلك يعد عبقرية خاصة منه. خالد وإحراج (تقوى الهجر) أما الفنان خالد عبدالرحمن فلم يستطع تجاوز أغنية (تقوى الهجر) التي غناها منذ سنوات، وما زالت تطلب منه الاستمرار حتى هذا الوقت، على الرغم من عدد الألبومات والأغاني التي قدمها في مشواره الفني. (بنلتقي) بعد غيبة علي عبدالكريم قدم في عام 1987 أغنيته الشهيرة بنلتقي.. كلمات فائق عبدالجليل، وألحان الفنان نفسه، ونافست هذه الأغنية حينها في مهرجانات القاهرة مع أغنية الراحل طلال مداح (سيدي قم) وحقق هذا العمل لعلي عبدالكريم نجاحا منقطع النظير، بعدها قدم عددا من الأعمال. عبادي وأزمة (تدرين وأدري) الفنان عبادي الجوهر قدم في بداية السبعينيات الميلادية أغنيته الشهيرة (تدرين وأدري)، كلمات عبدالرحمن بن مساعد وألحان عبادي الجوهر، كما قدم في بداية التسعينيات الميلادية أغنية (كل العواذل)، كلمات الراحل طلال الرشيد وألحانه أيضا، ومنذ ذلك الوقت لم يقدم عبادي أعمالا في ضخامة هذه الأغنيات الخالدة. عصفور الفن في سماء العرب وفي الجانب الآخر يأتي الفنان عبدالمجيد عبدالله، حيث أسهمت أغنيتا (رهيب) و(طيب القلب) في انتشاره عربيا، وفتحت له أبواب النجاح والشهرة والوصول إلى المستمعين في الوطن العربي، وقد احتلت أغنية (يا طيب القلب) المركز الأول لأكثر من ثلاثة أشهر في إذاعة إم بي سي إف إم. عبدالستار أكبر المتضررين الفنان القطري علي عبدالستار الذي طالما أطربنا بأغنية (يا ناس أحبه) من كلمات سعد الخريجي وألحان صالح الشهري، وتوقع الجمهور حين نزول هذه الرائعة أنها ستفتح آفاقا جديدة للفنان، إلا أنه لم يستطع الخروج من عباءة هذه الأغنية حتى الآن لدرجة أنه في أي ظهور إعلامي يتم سؤاله عنها، وتحدث قبل فترة بأنها سببت له أزمة حقيقية. حزن (أجرّ الصوت) أما الفنان عبدالكريم عبدالقادر فقدم في بداية الثمانينيات الميلادية أغنيته الشهيرة (أجر الصوت) التي ما زالت عالقة في أذهان الجمهور حتى هذا الوقت، وعلى الرغم من كمية الأغاني التي قدمها إلا أنه لم يستطع أيضا تجاوز ذلك النجاح، وأصبحت علامة فارقة، ومضرب مثل عند الحديث عن الأغاني الحزينة. (المسافر) لم يعد راشد الماجد قدم العديد من الأعمال الناجحة، وما زال يسجل حضورا فنيا بخطوات ثابتة، إلا أن أغنية (المسافر) التي صاغها شعريا مهندس الكلمة بدر بن عبدالمحسن ولحنها الدكتور عبدالرب إدريس، تعد من الأغاني الأبرز في مسيرته نظرا لأنها من النوع (المكبله، ورغم هذا النجاح لم يكرر الماجد تجربة المسافر. نوال ومأزق الألبوم هناك من يتورط في أغنية واحدة أو اثنتين ولكن الفنانة نوال، وقعت في مأزق ألبوم (نوال 2000)، الذي عززت به حضورها الفني لاحتوائه على عدد من الأغاني التي لا تنسى في مسيرتها الفنية مثل (شمس وقمر)، (تهددني تحب ثاني)، (مو نادمة)،(القلوب الساهية)، (تعب قلبي)،(لقيت روحي)، (الله حسيبك) و(نجوم الليل)، وهذه الأغاني هي المطلوبة في حفلاتها الحالية، رغم مرور عشر سنوات على صدورها. حتى الشعبيون تورطوا أما في الجانب الأغنية الشعبية فلم تفلح محاولات الفنانين في تجاوز أعمال كثيرة ناجحة ومنهم على سبيل المثال الفنان الشعبي سعد جمعة الذي لم يقدم أغنية توازي نجاح أغنية (خلف السوار) التي قدمها قبل أكثر من 20 عاما، وكذلك الفنان عيسى الناصر (فتى رحيمة) الذي قدم أغنيتي (مع السلامة) و(زرقا اليمامة) وأصبح أسيرا لهما.