تناثرت مع بدء مناسك الحج أخبار القبض على مسؤولي حملات حج وهمية في أكثر من منطقة، وهي تجارة يتكسب منها أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون أشواق ولهفة كثيرين يتطلعون لأداء الفريضة، وفي مكةالمكرمة التي يفد إليها الحجاج انتشرت عشرات الحملات غير المصرح لها بجانبي كوبري ميدان العدل، حيث تسابقت لكسب عامل الوقت في حجز مكان داخل حديقة العدل المعروفة بحديقة الكويتيين لنصب خيامهم. واستطاع ملاك تلك الحملات سحب البساط تدريجيا من تحت أرباب مؤسسات الطوافة الرسمية، غير أن عاملين بتلك الحملات أكدوا تزايد إقبال أعداد الراغبين في الحج كل عام عليهم لحجز مقعد ضمن حملتهم عطفا على أسعارهم المنخفضة، إضافة إلى استراتيجية الموقع كونه لا يبعد عن منى سوى كيلو مترين. وقال أحد ملاك تلك الحملات، رفض ذكر اسمه، إنهم دائما يستقبلون كل عام أعدادا من الحجاج المواطنين، والأسعار كانت عند سقف 700 ريال ولكن خلال الأعوام الماضية رفعنا سعرنا بحيث لا يتجاوز سقف ال1500 ريال. وقال: “نقوم بنصب خيمتين كبيرتين في موقع متعارف عليه نقوم بحجزه كل عام في بداية ذي الحجة بحديقة العدل نخصص خيمة للنساء ومشرفتين والخيمة الأخرى للرجال، إضافة إلى مطبخ أشبه بالرواق المفتوح من أعلى وتديره أيد سعودية بالتعاون مع حجيج الحملة لإعداد الوجبات. وأضاف أن تحركهم لأداء فريضة الحج دائما يكون صباح اليوم التاسع أي يوم عرفة بحيث يصل حجاج حملتنا لعرفة، ونكون قد استأجرنا موقعا مصغرا بطرف إحدى الحملات الرسمية وخلال نزولنا إلى مزدلفة يقوم اثنان إلى ثلاثة من العاملين بالحملة بحجز موقع فيها تكون جوانبه مستترة فقط بجوانب من الخيام، إضافة إلى إعداد وجبة العشاء وفي الغد يتجه الحجاج على أقدامهم لرمي العقبة ومن ثم يعودون إلى موقعهم في الحديقة. ويقول منصور القريني: “أديت فريضة العام الماضي ضمن إحدى الحملات غير المرخصة وكان الحج معها ميسرا من ناحية الأسعار”، وأضاف أن هذه الحملات تتميز بكونها تنطلق من منطقة معينة يكون حجاجها من فئة متعارفة مما يساعدهم على الانصهار جميعا في الخدمة الذاتية. بينما يقول تركي العتيبي: “حجزت لي مقعدا لهذا العام بإحدى حملات “الفزعة”، كما سمّاها، وعن سبب تسميته لها هذا الاسم أشار إلى أنهم يتكاتفون جميعا مع بعضهم أثناء مواجهتهم الزحام بالمشاعر خلال رمي الجمرات وأثناء الطواف لكون هذه الحملات دائما إمكاناتها ضئيلة جدا بقدر ما تطلبه من مبالغ مقابل الحج بها.