لم تقف الإعاقة حاجزا أمامهم، ولم يعقهم المرض عن أداء النسك الخامس من مناسك الإسلام .. ظلوا طوال سنوات يجمعون المال لأداء الفريضة وزيارة الأراضي المقدسة قبل الرحيل من الحياة الدنيا، ممتثلين قول الله تعالى: “ولله على الناس حج البيت”. وذلك ما يمكن ملاحظته من وجود عدد من كبار السن على مقاعد متحركة يرافقهم أفراد من عائلاتهم وذويهم متحملين التعب والازدحام والمشقة من أجل أن يظفروا بالحج. الحاجة ملابيا عبدالستار (75 عاما) تقول: “ظللت أحلم طيلة عمري بأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة، وهذا العام تحقق الحلم وما إن وطئت قدماي البلاد الطاهرة حتى انهالت دموعي وانسكبت العبرات مني بغزارة فرحا برؤية الكعبة المشرفة، فأنا مقعدة ولا أقوى على الحركة، وتقدم بي السن وبي العديد من العلل الصحية، وأتمنى أن أموت في هذه الرحاب الطاهرة وتكون خاتمتي فيها”. أما الحاج عثمان غني، تجاوز الثمانين من عمره، فيبين أنه مقعد ولا يستطيع الحركة، حيث لا يتحرك إلا بواسطة الكرسي المتحرك ويساعده في ذلك أحد أحفاده الذي أتى معه لأداء مناسك الحج، مشيرا في الوقت ذاته أنه يؤدي نسك الحج للمرة الأولى، حيث قام ومن خلال مزرعته التي يملكها في بلاده بجمع الأموال طيلة فترة حياته لكي يتمكن من أداء مناسك الحج ورؤية الكعبة المشرفة وزيارة المسجد النبوي والوقوف في رحابهما الطاهرة وكذلك مشاهدة المشاعر المقدسة، وقال: “الحمد لله أنني استطعت أن أحقق ما كنت أتمناه وظفرت به هذا العام”. وعبر كل من الحاج بكر خان والحاج أعظم يعقوب والحاجة مريم عبدالغفار عن فرحتهم الغامرة والكبيرة وهم يطؤون الأراضي المقدسة ويشاهدون بيت الله الحرام، وقالوا إنهم وصلوا إلى مراحل متقدمة من العمر فأعمارهم تجاوزت الثمانين عاما ولم يحجوا من قبل، وقد سنحت ظروفهم المالية للقدوم للبلاد الطاهرة وأداء مناسك الحج على الرغم مما يعانونه من أمراض وشيخوخة بالإضافة إلى ما قد يواجههم من مشقة وتعب وزحام، إلا أنهم تحاملوا على ذلك كله من أجل الحج.