كم مرة قلت لك: “ليتك تصمت حين تغضب”! الآن.. لات حين ندم! ثم مضت، تركت وراءها كل السنين، كل التفاصيل، كل المرارات والخيبات واللحظات الحميمة، كل شيء.. إلا كلمة (طالق) كنتُ قلتها غاضبا. كنتُ أحمق.. وكان الشيطان دليلي وقائدي. لحظة غضب عارم، تخلّيت فيها عن عقلي، وإنسانيتي.. أورثتني غصَّة لا أزال أغالب ألمها. حين أخلو بنفسي، الآن بعد سنوات من الحادثة، لا أفتأ أسأل نفسي الأمَّارة بالسوء والغضب: “وش سويت بعمري وفيها؟”. لكن.. هل ينفع الندم! أكثر شيء أجاهد لأتذكره الآن هو ملامح وجهها، (أشباهها).. هل يُعقل أن تعاشر شخصا سنين عددا، ثم تمّحي ملامحه من رأسك.. هكذا فجأة. اليوم.. أتذكر فقط كيف أن لحظة غضب قاتلة، هدمت سنين من العشرة، والمودة، والحب! باتت الآن واحدة من الناس. مؤكد أنني أيضا بالنسبة إليها واحد.. أي واحد من الناس. لا أشعر الآن بالندم وحسب، أشعر بالخيبة.. لا تفعل كما فعلت أنا. أنا الجلاد.. وكان سوطي غضبي.