منذ ساعات الصباح الأولى أمس دبّ الرعب والخوف في أوساط الموظفين والعاملين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بعد تأكد إصابة ممرضة فلبينية تعمل في المستشفى بفيروس إنفلونزا الخنازير في أول إصابة بالفيروس في السعودية، حيث كانت تتمتع خلال الفترة الماضية بإجازتها السنوية في بلدها الفلبين، وقدمت الجمعة الماضية إلى الرياض عبر العاصمة البحرينية المنامة. وكانت الممرضة التي تعمل في مركز الأورام بعيادة الإشعاع النووي لمرضى السرطان، باشرت عملها الاثنين الماضي، وبدت عليها منذ أول يوم دوام علامات التعب والإرهاق الشديدين؛ فتوجهت مساء أمس الأول إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، وبعد فحصها اشتبه في إصابتها بالفيروس، وأدخلت الحجر الطبي. وقامت إدارة المستشفى أمس الأول بتعقيم جميع المرافق التي استخدمتها الممرضة والعيادات التي كشفت فيها، على أن يجري فحص لجميع موظفي التخصصي بدقة خلال الساعات المقبلة. وكانت وزارة الصحة أعلنت رسميا أمس عن اكتشاف إصابة أول حالة بمرض إنفلونزا الخنازير لممرضة فلبينية تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض. وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة، أنه تم اكتشاف الحالة في إطار الجهود التي تقوم بها الوزارة لمتابعة مستجدات الوضع حول إنفلونزا الخنازير. وقال: “إن الممرضة كانت تقضي إجازتها في الفلبين وعادت يوم الجمعة الماضي على إحدى رحلات طيران الخليج ولم تظهر عليها أي أعراض، إلا أنه في يوم الاثنين الماضي بدأت الأعراض تظهر عليها، وتم إدخالها مستشفى الملك فيصل التخصصي والقيام بإجراء الفحوص الطبية الأولية الخاصة بإنفلونزا الخنازير، وجاء الفحص المخبري مساء أمس الأول إيجابيا”. وبيَّن وزير الصحة، أنه على الفور، ووفقا للإجراءات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية، تم إعادة الفحص مرة أخرى في المختبر المركزي التابع لوزارة الصحة مساء أمس الأول، حيث أكدت الفحوص إصابة الممرضة بإنفلونزا الخنازير صباح أمس. وأشار إلى أن الوكالة المساعدة للطب الوقائي في وزارة الصحة طبقت بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الإجراءات الواردة في الخطة الوطنية للوقاية من انتشار وباء الإنفلونزا، بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، حيث تم عزل المريضة وإعطاؤها العلاج اللازم، إضافة إلى البدء وبصفة عاجلة بتقصي الحالات والأشخاص المخالطين؛ للتأكد من سلامتهم وتطبيق الإجراءات العلمية الوقائية اللازمة. من جهته أكد الدكتور عبدالله الحقيل رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض والمشرف على حالة الممرضة الفلبينية، أنها تعيش حالة صحية ممتازة ووضعها غير مقلق، كما نفى الحقيل وجود أي حالة حجز للأشخاص الذين اختلطوا بها سابقا أو وجود حالة يشتبه بها. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم يقترب من درجة الجائحة أو “السادسة” من الإنذار الوبائي لإنفلونزا الخنازير. وأوضح الدكتور كايجي فوكودا نائب المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، أنه “من الواضح أن الفيروس ينتشر كما يبدو على مستوى عالمي، نعرف أن عددا من الدول هي الآن في مرحلة انتقالية من حالات مرتبطة برحلات سفر (من الدول المصابة بالفيروس) إلى استيطان أكثر وضوحا (للفيروس) بين سكانها”. وبحسب آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية الاثنين، بلغ عدد المصابين بفيروس “إيه (إتش1 إن1)” المعروف باسم إنفلونزا الخنازير 17410 أشخاص في 62 بلدا، أما الوفيات الناجمة عنه فبلغت 115 وفاة.