فجّر انتحار مقيم نيبالي الجنسية ملف الانتحار والمنتحرين في السعودية من جديد. فقد وضع المقيم حدا لحياته، بعد أن رمى بنفسه من أعلى جسر الظهران في المنطقة الشرقية بالسعودية. وتعرض جثمانه للدهس أثناء سقوطه؛ ما أدى إلى تقطع أشلائه، ليفارق الحياة على الفور. وتشير التفاصيل إلى أن النيبالي المنتحر كان يقف على السياج الحديدي الخاص بالجسر. وأثناء مرور أحد المواطنين أبلغ غرفة العمليات الأمنية، التي بدورها أرسلت دورية أمنية على الفور إلى الموقع ذاته، لمحاولة ثني النيبالي عن الانتحار، إلا أنه شاهد الدورية قادمة إليه، فرمى نفسه إلى أسفل الجسر. وعند سقوطه من الأعلى، دهسته سيارة كانت عابرة للطريق، فوجئ قائدها بصوت ارتطام الجثمان على سقف سيارته. 185 % وكانت إحصائية صادرة عن إدارة التخطيط والإحصاء في وزارة الداخلية كشفت عن زيادة في نسبة حالات الانتحار أو محاولة الانتحار في السعودية خلال الفترة من 1994 إلى 2006، وهو العام الذي سجلت فيه 261 حالة انتحار، بنسبة 185 في المئة، محققة زيادة بمقدار الضعف في هذا العام مقارنة بسنة الأساس 1994. وبلغ عدد محاولات الانتحار خلال الفترة نفسها 370 حالة، بنسبة 649 في المئة لعام 2006، مسجلة ارتفاعا وصل خمسة أضعاف مقارنة بسنة الأساس 1994؛ ما يبين تنامي حوادث الانتحار، ويحتم دراسة هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع. الرياض الأعلى وكانت منطقة الرياض سجلت أعلى نسبة في حوادث الانتحار أو محاولة الانتحار، من بين جميع مناطق السعودية، بينما كانت منطقة القريات من أقل المناطق تسجيلا لها، وذلك وفق دراسة أعدّها الدكتور صالح الرميح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض حول «العوامل المؤدية لمشكلة الانتحار وأساليب الحماية»، وهي دراسة اجتماعية ميدانية طبقت في مدينة الرياض. وكشفت نتائج الدراسة أن نسبة 32 في المئة من المبحوثين ينتمون إلى الفئة العمرية من 20 إلى أقل من 24 سنة، و22 في المئة منهم تبلغ أعمارهم ما بين 24 و29 سنة؛ أي أن أكثر من نصف عدد المبحوثين من الشباب. العزاب الأكثر وبينت الدراسة أيضا الحالة الاجتماعية للمبحوثين؛ حيث بلغت نسبة العزاب 55 في المئة، ونسبة المتزوجين 33 في المئة، فيما سجلت نسبة المنفصلين 7 في المئة رغم أنهم يعانون عدم الاستقرار الأسري، إلا أن نسبتهم أقل من نسبة العزاب، وهذا يعني أن ثمة روابط تشد أفراد هذه الفئة إلى الحياة بصرف النظر عن أوضاعهم الاجتماعية القلقة. فيما أتت نسبة العاقدين (المقبلين على الزواج) 5 في المئة من المبحوثين؛ فهم وإن كانت تنتظرهم حياة زوجية في المستقبل القريب إلا أنهم أرادوا التخلص من حياتهم. وكشفت الحالة التعليمية للمبحوثين أن أكثر من نصف المبحوثين (57 في المئة) من الحاصلين على مؤهلات متوسطة وثانوية الذين لم يمكنهم الوصول إلى مراكز مهنية عليا في المجتمع، وهم ليسوا من الأميين الذين لا يعلقون على أوضاعهم التعليمية آمالا عريضة؛ لذلك فهم أكثر حساسية في مجتمع سريع التغير، وسجلت نسبة 24 في المئة منهم من الحاصلين على مؤهلات جامعية، و18 في المئة منهم من المتعلمين تعليما ابتدائيا، ومبحوث واحد أمي. العاطلون عن العمل وأوضحت الحالة المهنية للمبحوثين أن 79 في المئة منهم من العاطلين عن العمل، وهم يتكونون من 51 في المئة منهم ممن لم يسبق لهم العمل على الإطلاق، و28 في المئة ممن سبق لهم العمل وأصبحوا عاطلين، وتشير هذه الإحصاءات إلى أن غالبية من حاولوا الانتحار بلا عمل، ومن ثم بلا مصدر رزق في زمن يعاني فيه المجتمع تعدد الاحتياجات وغلاء المعيشة. محرم دينيا وأضاف أن غالبية المبحوثين يعتقدون أن الانتحار عمل محرم دينيا؛ حيث بلغت نسبتهم 86 في المئة، فيما تعتقد نسبة 14 في المئة أن الانتحار عمل غير معاقب عليه. وأبان الدكتور الرميح أن الغاية المقصودة أو الهدف من الانتحار هو فرض عزلة أبدية عن المجتمع الذي يئس المنتحر من البقاء فيه؛ فقد أوضحت الدراسة أن 91 في المئة من أفراد العينة لم يكن أحدهم يتمنى أن ينقذه أحد، وهذا يدل على نية الانتحار والإصرار عليه، وسجلت نسبة 9 في المئة من المبحوثين أنهم كانوا يتمنون أن ينقذهم أحد، وفي هذه الحالة ترى الدراسة أن الانتحار كان عملا أقرب إلى التهديد منه إلى الفعل المقصود. 37.6 % سعوديون وكان مسؤول في مركز الطب الشرعي في جدة قد كشف عن تزايد أعداد المنتحرين في السعودية خلال العام الماضي؛ حيث بلغت نحو 266 حالة كان بينهم 100 حالة لسعوديين من الذكور والإناث بنسبة بلغت 37.6 في المئة من إجمالي حالات الانتحار. وأكد مصدر مطلع في مركز الطب الشرعي (طلب عدم ذكر اسمه) زيادة نسبة حالات الانتحار في السعودية عموما بين الجنسين عاما بعد عام. مؤكدا «أن آخر إحصائية لعام 2006، صدرت أخيرا من مركز الطب الشرعي تشير إلى أن عدد حالات الانتحار بلغ 266 حالة ناجمة عن الانتحار أو يشتبه بكونها ناجمة عنه؛ حيث بلغ عدد المنتحرين من الذكور 212 ذكرا؛ أي بنسبة 79.7 في المئة، وتشكل الإناث ما نسبته 20.3 في المئة». وتأتي الإحصائية بشيء من التفصيل لتضيف أنه بلغ عدد حالات الوفيات الناجمة عن الانتحار بين السعوديين 100 حالة، بما يعادل 37.6 في المئة، كان منها 82 ذكرا و18 أنثى، بينما بلغ عدد حالات الوفيات الناجمة عن الانتحار لغير السعوديين 160 حالة، وهو ما يعادل 60.2 في المئة، كان منها 124 ذكرا و36 أنثى، في حين بلغ عدد المنتحرين مجهولي الهوية ست حالات من الذكور».