البلاغات الكاذبة ضعف في النفس البشرية واستهتار بأجهزة الدولة التي وضعت لخدمة المواطن، فالرقم 998 يستقبل أي مشكلة طارئة من حريق أو إنقاذ محتجز أو حادث أو طفل غريق وغير ذلك كثير من المواقف الإنسانية، وكذلك الرقم 997 للهلال الأحمر السعودي الذي يعمل منسوبوه ليل نهار لمباشرة أي طارئ أو حادث أيا كان حجمه، إضافة إلى الأرقام 999 الشرطة و993 للمرور و996 أمن الطرق و992 الجوازات. ونجد أن في أي حادث تتواجد جميع هذه الأجهزة برجالها؛ للقيام بمهامهم بكل نشاط وبسالة، ولا يمكن تصور أي مواطن ليس له أخ أو أب أو قريب يعمل في أحد هذه الأجهزة ممن يستحقون منا جميعا كل الثناء والتقدير على ما يقومون به، ونفاجأ بأن هذه الأجهزة تتلقى بلاغا نسميها كاذبة فيتصل مواطن أو طفل أو مواطنة على أحد الأرقام 998 أو 997 فيفتري عليهم بحدوث حريق، وسرعان ما تحضر الفرق المختصة ولا تجد شيئا. وتألمت عندما قرأت القضية التي أثارتها جريدتنا الغراء “شمس” في عددها رقم (1186) الصادر السبت 11 / 4 / 2009، بعنوان (إزعاج السلطات ب(ألو)!)، أن الكثيرين ممن يقومون بهذه البلاغات الكاذبة يتخذون من الأمر في ظاهره وقتا للهو واللعب والضحك والمراهنات فيما بينهم، ويتجاهلون ما يترتب عليه من ضرر كبير.. ألا يدري هؤلاء أن ذلك يضيع مجهود هذه الأجهزة المختصة ويحرم في الوقت نفسه من يحتاج فعليا إلى العون والمساعدة؟ إن جريمة البلاغ الكاذب تمثل في حقيقتها اعتداء على حسن أداء الدولة لوظيفة العدالة، وذلك بإعاقة سلطاتها عن الحصول على المعلومات الصحيحة واللازمة لأداء وظيفتها بالشكل الفعال، خصوصا أن ارتكاب هذه الجريمة سيتعارض مع مبدأ الشراكة الأمنية بين السلطات المختصة والمجتمع التي تقوم على توحيد جميع الصفوف؛ لتعزيز أمن وأمان مجتمعنا الحبيب.