أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف بالتصدق والإنفاق على المحتاجين، وورد الحث على ذلك والترغيب إليه في الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة. فيجب أن نبذل وننفق بسخاء مما أعطانا الله ما دمنا في هذه الدنيا الفانية؛ لنحظى بنتاج ذلك في الدار الباقية. إن الشح والبخل ممقوتان، وقد ورد ذمهما في القرآن والسنة، ونحن نلاحظ في مجتمعنا أناسا أخيارا وكرماء ومنفقين رفع الله من قدرهم وأغناهم بفضله ثم بفضل أعمالهم الجليلة ومساعدتهم للفقراء والمعوزين والمحتاجين. إنني أستغرب كثيرا من بعض أصحاب الرواتب الكبيرة الذين يتميزون بالبخل وعدم الإنفاق على أنفسهم وزوجاتهم وأولادهم، وعلى العكس أعرف شابا يمتطي أغلى السيارات ويسكن بيتا جميلا ويلبس أولاده ويطعمهم من أفضل المحال والمطاعم، وعندما سأله أصدقاؤه ذات مرة وألحوا عليه بأن يخبرهم بما يفعله ولماذا هو في هذا العز وليس عليه دَيْن رغم أن مرتباتهم متماثلة وعدم وجود أي مورد آخر له، أجابهم بأنه يكثر الإنفاق، وأن الله بارك له في رزقه، وهذا مصداق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "ما نقص مال من صدقة. بل تزده. بل تزده. بل تزده". إنها دعوة صادقة لي ولكم للإنفاق والصدقة والتبرع، والبحث عن المحتاجين والأرامل والمساكين، وليفكر الفرد منا في حال أولئك، ويضع نفسه مكانهم ليعرف أهمية الصدقة، فسارعوا إلى ذلك لتبعدوا أنتم وتسعدوا الآخرين وتحظوا برضا الخالق عز وجل.