نفت إدارة مكافحة التسول في مكةالمكرمة وجود تقصير من قبلها تجاه أي من المخالفين لأنظمتها. وقال منصور الحازمي مدير الإدارة إن هناك فرقا ميدانية من قبل إدارته تتابع بدقة المواقع التي تكثر بها نشاطات المتسولين والباعة المتجولين أمام إشارات المرور وساحات الحرم المكي ومنطقته المركزية. مؤكدا "عدم مصداقية" ما يتداول حول ضعف الحضور والمستوى لمنسوبي (مكافحة التسول) المتواجدين ضمن لجنة الظواهر السلبية المكلفة بحفظ الأمن ومحاربة مبتزي أموال المعتمرين وزوار منطقة الحرم ومحيطه. وفي المقابل كشفت جولة سريعة أجرتها "شمس" في ميادين عامة بأحياء مكة والمنطقة المركزية للحرم المكي عن تنامي ظاهرة التسول، واتضح أن غالبية المتسولين من النساء والأطفال، وهو ما علق عليه البعض بالقول إن إدارة التسول تقتصر في مهامها على متابعة المتسولين من الرجال، وهو ما أفقدها التعامل تجاه المتسولات من النساء والأطفال؛ وذلك لخصوصية تلك الفئتين اللتين تتطلبان تعاملا خاصا، خاصة مع لجوئهما إلى استدرار العواطف حال القبض عليهم. ويقول مواطنون إن الحل الأمثل في تجاوز هذه العقبة يكمن في تخصيص موظفات تابعات ل(مكافحة التسول)؛ حيث يتعاملن مع النساء والأطفال من المتسولين. وقال مواطن إن عناصر (مكافحة التسول) يتراجعون عن عملية القبض حالما تستدر المتسولات عواطفهم، من خلال إظهار ما بأجسادهن من أمراض أو تشوهات، أو من خلال سرد قصص عن الأطفال الأيتام الذين ينتظرون لقمة العيش، فتتلاشى الحدود بين الحقيقة والكذب ويميل عناصر (مكافحة التسول) في الغالب إلى إعطاء إنذار شفوي ومن ثم إطلاق المقبوض عليها. وأوضح علي محمود بامسند أن وجود عناصر نسائية مع حملات (مكافحة التسول) كفيل بإبعاد الحرج عن موظفي (المكافحة)، كما أنه يحقق هدف الحملات من خلال القبض على المتسولين ومعرفة مدى احتياجهم ومن ثم توفير مصدر دخل لهم بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية الحكومية للمواطنين أو الجمعيات الخيرية للمقيمين. فيما أوضح مسعود باحبيل أن أعداد المقيمين في مكة وكذلك الرغبة الكامنة لدى المعتمرين والزوار في التصدق ومساعدة المحتاجين والمعوزين، أسهمتا في تزايد أعداد المتسولين وتعدد أساليبهم، مشيرا إلى أن أعدادا كبيرة من المتسولين في حدود الحرم المكي من القادرين والمقتدرين، ولكنهم ينظرون إلى التسول كمهنة، فكما يذهب المعلم إلى مدرسته والطبيب إلى مستشفاه صباحا فإن المتسول يخرج نحو زاويته ليحظى بغلة اليوم. مؤكدا أن من المهم البدء في توعية ثقافية حول ضرورة العمل لصناعة الدخل، مع التأكيد على أن ثمة محتاجين حقيقيين تجب مساعدتهم، ويحب الناس أن يساعدوهم ويفرجوا كرباتهم، ولكن مع اختلاط الصادق بالكذاب لم يعد للمتصدق وسيلة يفرق بها بين الاثنين.