تعد مشاريع استزراع الروبيان من المشاريع الحديثة التي تعمل الدولة على تطويرها وتوسعة إنتاجها؛ لما لها من ﺃهمية اقتصادية وغذائية، باعتباره ﺃغلى المنتجات البحرية ثمنا ويحظى بطلﺐ المستهلكين محليا وعالميا، فضلا عن ﺃنه يحقق عوائد اقتصادية مجزية، سواء للصيادين ﺃو المزارعين، وتعتبر منطقة جازان من ﺃكثر المناطق استثمارا في هذا الجانﺐ؛ بحكم سواحلها وشواطئها الممتدة على طول 200 كلم، وهو ما دفع شركة جازان للتنمية الزراعية إلى تنفيذ عدد من المشاريع؛ استغلالا للفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة في مجال الاستزراع السمكي، كما شرعت شركة الروبيان الوطنية في تأسيس ﺃكبر مشروع استزراع سمكي بالبحر الأحمر من ناحية الإنتاج، بطاقة تصل إلى 50 ﺃلف طن سنويا؛ وذلك لتربية سمك كارانكاس (البياض) في مدينة ضباء الساحلية بمنطقة تبوك، ويهدف المشروع الجديد إلى الإسهام في سد جزء من العجز في إنتاج الأسماك؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة ﺃن السوق السعودية تستهلك ما يزيد على 200 ﺃلف طن سنويا، يتم إنتاج نحو 60 ﺃلف طن منها محليا من الصيد البحري، فيما تتم تغطية المتبقي من خلال الاستيراد. وﺃوضح المهندس محمد السهلي نائﺐ المدير العام للشركة، ﺃن خبرة الشركة التي تمتد إلى ربع قرن من الزمان ﺃهﱠلتها لدخول هذا المجال البحري، إضافة إلى جودة بيئة شمال البحر الأحمر، حيث تجمع منطقة تبوك بين مناخي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مشيرا إلى ﺃن ﺃهم ﺃسباب عزم الشركة على الدخول في هذا المشروع هو الإسهام بقوة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، باعتبار ﺃن البلاد تستورد 75 في المئة من استهلاكها للأسماك، وﺃضاف: ﺃسهمنا في وضع ﺃسس النسائي من خلال مشروع التعاون مع مؤسسة الملك عبداﷲ آل سعود لوالديه، فضلا عن ﺃن الشركة ﺃنشأت مركز تدريﺐ نسائيا بقرية الغالة جنوبجدة، وجهزت كادرا تدريبيا نسائيا يشرف على التدريﺐ، حيث يتم استيعاب الخريجات بالشركة وفق احتياجها، واستطرد: نظرا إلى محدودية السوق المحلية للروبيان الذي لا تتجاوز 15 ﺃلف طن سنويا، فإن الشركة تراعي مصلحة الصياد المحلي بعدم مزاحمته على السوق المحلية في مواسم الصيد وتتدخل بالتسويق المحلي في مواسم حظر الصيد الذي تفرضه الدولة لإدارة المخزون السمكي، وﺃثنى السهلي على دور البنك الزراعي في دعم مشاريع استزراع الأسماك والروبيان والرؤية التطويرية التي يتبناها البنك تجاه مشاريع الأسماك للاستفادة من الإمكانات الهائلة التي تتوفر بالسعودية وتوظيفها من خلال الدعم لمنظومة مشاريع التنمية التي تشهدها البلاد. ويعتبر الروبيان من الأحياء البحرية المهمة اقتصاديا في السعودية وهو من فصيلة القشريات، وهو نوع مرغوب عالميا وﺃسعاره عالية وذو جودة غذائية غنية؛ ما حدا بدول مثل اليابان ودول الاتحاد الأوروبي والأسواق الأمريكية لاستيراده من السعودية، وﺃثبت عدد من دراسات الجدوى الاقتصادية عن مشاريع استزراع الروبيان في منطقة جازان، ﺃن المزارع الساحلية ذات ﺃبعاد اقتصادية تنموية؛ فهي إضافة إلى عائدها المباشر على المزارع تسهم مباشرة في تنمية المناطق الساحلية والريفية والمجتمعات المسكونة غالبا من ذوي الدخول المحدود، حيث توفر لهم ولأبنائهم فرصا وفيرة للعمل، إلى جانﺐ تحسين البنى التحتية للمدن والقرى مثل الطرق والكهرباء والاتصالات التي تلازم بالضرورة إنشاء مشاريع الروبيان.