انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من المصاحف الإلكترونية، وﺃصبحت مرجعا ﺃساسيا لكثير من المسلمين خاصة الدعاة وطلاب العلم وذلك لسهولة (نسخ ولصق) الآية ولسهولة البحث لمن يصعﺐ عليهم قراءة القرآن الورقي ممن هم في الخارج. ويتساءل الكثيرون عن تلك البرامج الصادرة عن جهات غير معروفة ولا تخضع لأي مراجعة ﺃو تدقيق من قبل مؤسسات معتمدة، حيث تم اكتشاف ﺃخطاء خطيرة في بعض هذه البرامج، كما تم تداولها وتناقلها في المواقع و ا لبحو ث د و ن تد قيق من مختصين. وقال الشيخ الدكتور غازي الشمري في حديث مع "شمس" إن هناك العشرات من البرامج التي يجﺐ ﺃن تراجع، فما تم اكتشافه هو جرس إنذار لنا، فلندقق ولنتثبت مما نكتﺐ من البرامج التي ننقل عنها، فالأمر جلل وليس بالهين. ويضيف: "يجﺐ تحري الدقة مع هذه البرامج مجهولة المصدر بل ومع بعض المواقع الإسلامية ﺃيضا، فنحن لا نعرف من وراءها، ولا نستغرب ﺃن يكون خلفها عدو حاقد، فالعداوة بين الحق والباطل موجودة إلى قيام الساعة". مشيرا إلى ﺃنه يجﺐ التيقن والتثبت من الملفات التي نحملها، و يجﺐ ﺃ ن تكو ن لشيو خ معر و فين. و تمنى ا لشيخ ا لشمر ي من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ﺃن يوجد البديل عن هذه البرامج وذلك بتقديم مصحف إ لكتر و ني معتمد من قبل ا لمجمع نطمئن جميعا من صحته لأ ن هذ ا المجمع العملاق يقوم عليه ﺃناس متخصصون ومهتمون بالمصحف الشريف والذي وصل وطبع من خلالهم لجميع لغات العالم. وذكر إبراهيم العجلان، إمام مسجد بالجبيل، ﺃنه يجﺐ على من يحمل مثل هذه البرامج من الإنترنت ﺃن يتأكد 001 في المئة من صحتها لأن هذا كتاب اﷲ وقد تعهد بحفظه ومن حفظه، ومن وجد به خطأ ونهي عن ذلك ﺃن يعدل هذا الخطأ. وﺃضاف: "يجﺐ ﺃن نأخذ القرآن من الدعاة والقراء الثقاة وليس من برامج الإنترنت"، مشيرا إلى ﺃنه يجﺐ التأكد من ﺃصحاب المواقع التي تحوي مصاحف إ لكتر و نية مليئة با لأ خطا ء ومراسلة ﺃصحاب هذه المواقع و تنبيههم عن مثل هذ ه الأخطاء إن وجدت، وتمنى الشيخ العجلان ممن لديهم مواقع الخطأ وبرامج الخطأ ﺃن يصححوها، وبإذن اﷲ تعالى القرآن باق ما بقيت هذه الدنيا. تحدث الشيخ سعد الغامدي القارئ المعروف ﺃن (قالون) نوع من ﺃنواع القراءة ولا نستطيع ﺃن نقول عما يتداوله الناس بالإنترنت من هذه البرامج بأنه خطأ ﺃو صح حتى يتم عرضها على متخصصين في مثل هذه القراءات. وﺃضاف ﺃنه لم ير هذه البرامج ولا يستطيع الحكم عليها وعلى قراءتها هل هي خاطئة ﺃم صحيحة. وﺃضاف خالد البوعينين، مدرس قرآن: "لا شك ﺃن اﷲ سبحانه وتعالى سيحفظ كتابه من الخطأ والتحريف، ولكن لنبحث لنا عن دور لتصحيح هذا الخطأ ﺃو التحريف ﺃو على الأقل فليجتهد كل منا فيما يفعل ويدقق فيما ينقل عنه سواء كان برنامجا ﺃو موقعا، فنحن لا نعرف من وراء هذه المواقع، فقد يكون ذلك خطأ غير مقصود؛ ولذا يجﺐ علينا نصحهم و إ حا طتهم علما بالأمر، ويضيف: "لنحرص جميعا على عدم النقل من ﺃي برنامج ﺃو موقع إلا إذا كان موثوقا، ومع ذلك فلندقق ولنراجع صحة ما ننقل". ودعا البوعينين الجميع للاجتهاد في هذا الأمر بالبحث و ا لتد قيق و ا لتمحيص في البرامج والمواقع التي تعتبر مرجعا للقرآن الكريم لكشف ﺃي خطأ سواء ﺃكان بقصد التحريف ﺃو خطأ بشريا، متمنيا ﺃن يجد مثل هذا الموضوع اهتمام المتخصصين في الدراسات القرآنية، وكذلك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لحجﺐ المواقع التي يشار إلى ﺃن برنامج قالون للبحث في القرآن الكريم قد تم إيقافه من قبل القائمين عليه، وذلك بعد مراسلة الكثيرين لهم لتنبيههم عن الأخطاء الموجودة في البرامج. و يكتﺐ ا لقا ئمو ن على البرامج هذه الرسالة النصية "تم إيقاف عمل البرنامج حيث تم إبلاغنا بوجود ﺃخطاء في البرنامج، جزى اﷲ خيرا كل من ﺃبلغنا" وذلك بعد ﺃن تم تحميل البرنامج ﺃكثر من مرة. يذكر ﺃن وزارة الداخلية الماليزية ﺃشارت قبل ﺃشهر إلى وجود ﺃخطاء إملائية في مصا حف إ لكتر و نية ورقمية، منتشرة في الأسواق المحلية، وحذﱠرت الوزارة ا لمسلمين في ما ليز يا من شراء المصاحف الإلكترونية و ا لر قمية ا لمستو رَ د ة من الصين، وهونج كونج، وتايوان، وكوريا الجنوبية، لوجود ﺃخطاء إملائية كثيرة فيها.