إذا سألت بتهجم «متى سنبدع؟» فإنني سأظلم الجهود الشبابية العربية التي أظهرت تميزا وتفوقا من العدم.. خصوصا في مجتمعات صامتة، ذات أساليب تعليمية تقليدية، لكن السؤال الحقيقي: متى يكون الإبداع هو الحالة السائدة لدينا؟ في ظني أنه يجب أن نفهم أهمية أن يكون العقل مبدعا ومفكرا.. ذلك لأننا نعيش في وطن أغلب من يعيش فيه الشباب.. ولك أن تتخيل الطاقات والجهود والأفكار المتراكمة ولا يتم استغلالها بأي شكل من الأشكال، بل نعتمد على الأساليب القديمة والعقول التي مر عليها الدهر في حل مشكلاتنا التي لا تحل أبدا في الحقيقة.. نرفض سماع الأفكار الجديدة ونتحاشاها خوفا من التغيير، لذلك يكون تطور مجتمعنا بطيئا.. نحتاج إلى عقول متحمسة وذات أفكار خلاقة لنصعد إلى سلالم الحضارة والتطور، لذلك نحن في أمس الحاجة إلى تعلم أساليب التفكير والإبداع في مدارسنا ومكاتب عملنا وفي أوقات فراغنا.. أعود الآن إلى السؤال الأساسي.. وهو «متى يكون الإبداع الحالة السائدة لدينا؟» يبدأ ذلك من الأسرة، في تعويد أبنائها على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وتشجيع طموحاتهم ودعمهم.. وذلك بالطبع يعني التخلص من الأفكار السلبية التي توارثناها أبا عن جد.. مثل «الشهادة الجامعية بلها واشرب مويتها» أو مثل «نهايتك موظف ب1500» وغيرها من العطور القاتلة للطموح والرغبة في الرقي التي يتعطر بها شبابنا دائما!! عندما تكون الأسرة واعية ومثقفة فهذا سينعكس على أبنائها ويجعلهم يفكرون بعمق، لا يسلمون بأحكام وآراء المجتمع دون تدقيق وبحث وتفكير.. وبهذا تتكون شخصيتهم المبدعة وتنمو طموحاتهم.. بعد ذلك يأتي دور البيئة التعليمية سواء كانت مدارس أو جامعات.. يتم ذلك بطرح المناهج التي تعتمد على تنمية مدارك الطالب وثقافته، وأيضا يلعب أسلوب التدريس دورا مهما في تكوين الشخصية المبدعة، حيث إن هناك أساليب تعليمية كثيرة تم ابتكارها لجعل الطالب لا يخرج من الحصة الدراسية إلا بكم هائل من الأفكار حول الموضوع الذي درسه سواء كانت هذه الأفكار بسيطة أو مضحكة أو مجنونة في بعض الأحيان، فهي تبقى أفكارا تستحق أن تؤخذ بالحسبان. تطور وطننا يبدأ من تطور فكرنا! فقط التفتوا للفتيات والشباب، اسمعوهم ونموا ثقافاتهم ومواهبهم.. وأعدكم أنهم لن يقصروا!