شهدت مكاتب فروع بلديات محافظة الطائف صباح أمس، حالات سقوط وإغماء لعدد من المواطنين الذين تدافعوا منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر بملفاتهم لإيصال الكهرباء إلى منازلهم، بعد أن أهابت وزارة الشؤون البلدية والقروية في تعميم عاجل طالب من خلاله وكيل الوزارة للشؤون الفنية عبدالعزيز العبدالكريم أمناء الأمانات ورؤساء البلديات بحصر المنازل المقامة بدون صكوك شرعية لإيصال خدمة الكهرباء إليها، وأن يكون الحصر «بحسب التعميم» خلال شهرين. وحاولت «شمس» التواصل مع المتحدث الرسمي باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم للتعليق على التدافع وشكاوى المواطنين، إلا أنه رفض الاستجابة لاتصالات «المحرر» حتى لحظة كتابة وإرسال الخبر. وعلمت «شمس» من مصادر أن التعميم وصل إلى أمانة الطائف منذ أسبوعين. ورصدت «شمس» حالات التدافع والسقوط والإغماء بين عدد من المواطنين صباح أمس، الذي شهد برودة قارصة تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة وتخلله حالات من السقوط والإغماء. وحمل المتدافعون «أمانة الطائف» مسألة التسويف بهم والتأخر في فتح المجال لاستقبال طلباتهم، خصوصا أن من بينهم المئات الذين ينتظرون الخدمة منذ أكثر من خمسة أعوام، مؤكدين أن موظفي الفروع رفضوا استقبال طلباتهم وفاجؤوهم بعد ساعات من الانتظار بتعليق كشوف قديمة لمواطنين تقدموا بطلب خدمة الكهرباء قبل عامين. وفي الوقت الذي فشل فيه المتدافعون من الحصول على استمارات، احتبست أنفاسهم وهو يشاهدون «محظوظين» يدلفون إلى مكاتب داخلية للحصول على استمارات، بينما ظلوا هم يرزحون تحت وطأة البرد والزحام الشديد، مضيفين أن من بين الموجودين مواطنين أعمارهم من 60 إلى 80 عاما. وقال كل من فهد المطيري وياسر العتيبي «مسنان» ل«شمس» إنهما تواجدا أمام فرع بلدية «السيل الصغير» منذ السادسة صباحا للتمركز في طابور الكهرباء، وظل بهما الوضع حتى رأيا الموظفين يتوافدون عند الثامنة صباحا. وأضافا «بادرونا بعبارات (يالله صباح خير.. حتى البرد ما رقدكم... ما فيه كهرباء روحوا وبكرة راجعونا)» مشيرين إلى أنهم تقاطروا إلى مكاتبهم التي لم تسعهم، في ظل التدافع الرهيب واحتشاد أعداد كبيرة من مفتولي العضلات «أخذنا الحياد بجانب الحائط إلى العاشرة صباحا فتفاجأنا بالمغادرة لحين توجيه الأمانة باستقبال الملفات وإعطاء استمارات الطلبات». وتابعا «شاهدنا أعدادا أخرى حصلت على الاستمارات بطرق أخرى، ولم تشفع لنا توسلاتنا في حل مشكلتنا». وأوضحا أنهما وغيرهما ظلوا حتى أذان الفجر فبدأت الجموع تقل تدريجيا، «إلى أن وصلنا لمدير الفرع وأشار بالمراجعة اليوم». وذكرا «كان من بين المتدافعين من يطلق صيحات متوالية بعد حالات سقوط وقعت، ومنهم من يحاول التماسك قليلا لمواصلة الزحف». أما سعود المقاطي فكشف أنه فوجئ بموظفين يعلقون أسماء مراجعين قبل عامين كانوا قد اعتذروا إليهم من إيصال الكهرباء «خففت الكشوف من وطأة الازدحام والتدافع شيئا ما، ولكن تظل التساؤلات حبيسة الأنفاس، مبينا أنه ظل أكثر من خمسة أعوام ينتظر الكهرباء، «إلا أن أحد جيراني سمح لي بعد محاولات مكثفة بسحب كيبل صغير لا يستطيع تشغيل جميع المكيفات والدفايات». ويؤكد فهد الذيابي أنهم تقدموا منذ أسبوع بعد توزيع الأمر الخاص بالشروع في حصر المباني، إلا أن جميع مكاتب البلديات اتفقت أن يكون صباح أمس القارص موعدا لاستقبال الطلبات «تفاجأنا بطلب المراجعة ليوم آخر، وأنا متخوف من انتهاء مهلة الشهرين التي جاءت في التعميم فنقابل بالرفض»، مؤكدا أن ذلك مسؤولية أمانة الطائف، وأنهم سيتقدمون بشكاوى إلى الجهات ذات العلاقة. وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية شرعت منذ أسبوعين في حصر المنازل المقامة بدون صكوك شرعية قبل أو بعد صدور قرار مجلس الوزراء العام 1424ه القاضي بإيصال الخدمات إليها وفق ضوابط معينة، وذلك بهدف دراسة إيصال الكهرباء إليها. وطالب وكيل الوزارة للشؤون الفنية عبدالعزيز العبدالكريم في تعميم عاجل لأمناء ورؤساء البلديات بحصر المنازل المقامة بدون صكوك شرعية قبل أو بعد صدور قرار مجلس الوزراء عام 1424ه، التي تتفق مع ضوابط إيصال الخدمات ولم يتم إيصال الكهرباء إليها، على أن يكون الحصر خلال شهرين ليتسنى للوزارة إكمال اللازم حيال ذلك