كشف وزير المالية إبراهيم العساف أن إيرادات العام المقبل ضمن الموازنة الجديدة لعام 1432 ستكون أعلى من السابق، مشيرا إلى أن الاستثمارات في المدن الاقتصادية مثل مدينة جازان الاقتصادية ومدينة رابغ دون المستوى، وهناك خطط لتعزيز الاستثمارات. وأشار الدكتور العساف خلال كلمة ألقاها أمس في الرياض في ندوة حوار الطاقة التي نظمها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، إلى أن الوزارة وافقت على أسرع مشروع والذي قدمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ويختص بمشروع الطاقة الشمسية حيث رفع للمقام السامي للموافقة عليه، موضحا أن الخصخصة قبل أن تنفذ يجب أن تتخذ بعض الإجراءات وخصوصا في البنية التحتية. فيما يخص الحماية التي وضعتها المملكة فيما تشهده الأسواق من أزمات قال «نحن استفدنا كثيرا خصوصا أن الديون السعودية صفر ونحن نقوم الآن في بناء الاحتياطيات التي تواجه الصعوبات، ويذكر أن 2009 كانت أسعار النفط منخفضة ولكن في المملكة قدرنا على زيادة استثماراتنا». وتابع «المشاريع في المملكة تسير في ثبات وقد يكون هناك بطء، ونعمل على نمو وإيجاد توازن للقطاع الخاص ودخوله في القطاع الحكومي، وهناك مبادرات تتم في هذا الشأن». وأضاف: هناك استثمارات في العام المقبل تقدر بنحو 400 مليار دولار خاصة بالقطاع الحكومي. من جانب آخر أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أهمية تماسك المنظمة في الدفاع عن مصالح أعضائها خلال اجتماع وزراء نفط أوبك 14 ديسمبر المقبل في فيينا، وأشار خلال محادثاته مع الأمين العام لمنظمة أوبك أمس على هامش فعاليات مؤتمر الطاقة الأول الذي ينظمه مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في مدينة الرياض. ودعا المنتجين والمستهلكين إلى العمل على حد سواء لاستقرار السوق البترولية الدولية والتوازن بين قوى العرض والطلب على البترول، وبما يخدم الطرفين معا، ويسهم في نمو الاقتصاد العالمي، وحرص على نقل تلك الدعوة خلال اجتماعه أمس مع الرئيسة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية ماريا فان ديرهوفن حيث تطرق النقاش إلى التعاون بين المملكة ووكالة الطاقة الدولية، وتبادل الزيارات بين المسؤولين في الجانبين. من جانبه أكد رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح على ضرورة إعادة صياغة حوار الطاقة في ضوء الوقائع المستجدة، وقال خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لندوة حوار الطاقة الأولى التي ينظمها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض وتختتم أعمالها غدا، أن حوار الطاقة يأتي في لحظة مناسبة يحتاج فيها الحوار العالمي الجاري حول الطاقة عموما وحول البترول بوجه خاص. وقال الفالح في ورقة العمل التي قدمها للندوة العالمية إن هناك أربعة معطيات وحقائق جديدة لها آثارها التحويلية المهيمنة على صناعة الطاقة العالمية التي يمكن أن تقلب «مصطلحات حوار الطاقة العالمي رأسا على عقب.. إذا أردنا أن نمهد الطريق لمستقبل أمثل للطاقة» داعيا إلى أن يكون التحليل الجماعي أكثر قوة والمناقشات أكثر واقعية، كما ينبغي في الوقت نفسه أن تكون هذه التحليلات والمناقشات أكثر شمولية وتدرجا مما كانت عليه في الماضي. وأضاف أن ظهور زيادة في إمدادات النفط والغاز على الصعيد العالمي وفشل أنواع الطاقة البديلة في اكتساب قوة دفع وعجز الاقتصادات عن تحمل الأهداف ذات التكلفة العالية في مجال الطاقة وتغير الأولويات العالمية أمور تتطلب نهجا أكثر مرونة يستطيع التعامل مع شكوك وتحديات المستقبل. ورأى رئيس شركة أرامكو السعودية أنه هناك وفرة في احتياطيات النفط التقليدية: «فهناك موارد هائلة من المواد الهيدروكربونية غير التقليدية القابلة للتطوير في أنحاء العالم ويمكن إنتاجها بصورة عملية واقتصادية». وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن احتياطيات الغاز غير التقليدية المتاحة حول العالم تبلغ نحو 35 ألف تريليون قدم مكعبة مقارنة باحتياطيات الغاز التقليدية المؤكدة البالغة 6400 تريليون قدم مكعبة، وإنه رغم استهلاك العالم في العام الماضي لنحو 30 مليار برميل من النفط زادت احتياطيات النفط العالمية بصورة فعلية بنحو سبعة مليارات برميل مع تزايد تحول الشركات للتنقيب في المناطق الأكثر خطورة .