شدّد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، اليوم الإثنين، خلال الجلسة الافتتاحية لندوة حوار الطاقة الأولى التي ينظمها مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، بعنوان "إعادة صياغة حوار الطاقة: الحاجة إلى النظرة الواقعية" على أربع معطيات وحقائق جديدة لها آثارها التحويلية المهيمنة في صناعة الطاقة العالمية، وبالتالي يمكنها أن تقلب "مصطلحات حوار الطاقة العالمي رأساً على عقب". وقال الفالح الذي كان يتحدث أمام أكثر من 900 من أعضاء الوفود الممثلة للدول المنتجة والمستهلكة للطاقة، إلى جانب مجموعات المفكرين والباحثين في الرياض: "إن حوار الطاقة هذا يأتي في لحظة مناسبة. وهي لحظة يحتاج فيها الحوار العالمي الجاري حول الطاقة عموماً وحول البترول بوجه خاص إلى إعادة صياغة". وأضاف:" أعتقد جازماً أنه إذا أردنا أن نمهد الطريق لمستقبل أمثل للطاقة، فإنه ينبغي أن يكون تحليلنا الجماعي أكثر قوة ومناقشاتنا أكثر واقعية". وأشار الفالح إلى أن ظهور زيادة في إمدادات النفط والغاز على الصعيد العالمي، وفشل أنواع الطاقة البديلة في اكتساب قوة دفع، وعجز الاقتصادات عن تحمل الأهداف ذات التكلفة العالية في مجال الطاقة، وتغير الأولويات العالمية، كلها أمور تتطلب نهجاً أكثر مرونة يستطيع التعامل مع شكوك وتحديات المستقبل. وأوضح الفالح: "إن التقديرات تشير إلى أن احتياطيات الغاز غير التقليدية المتاحة حول العالم تبلغ نحو 35 ألف تريليون قدم مكعبة، مقارنة باحتياطيات الغاز التقليدية المؤكدة البالغة 6400 تريليون قدم3. ونوّه الفالح "رغم استهلاك العالم في العام الماضي نحو 30 بليون برميل من النفط، إلا أن احتياطيات النفط العالمية قد زادت بصورة فعلية بنحو سبعة بلايين برميل مع تزايد تحول الشركات للتنقيب في المناطق الأكثر خطورة". ووصف الفالح في كلمته مصطلح "الفقاعات الخضراء" الذي ظهر قبل بضع سنين فيما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجدّدة والبديلة بالبُعد عن الواقعية والإفراط في التفاؤل من جانب الحكومات، ومعتبراً إياه سبباً في فشل الشركات في التخفيف عن المستهلكين الذين كان عليهم أن يدفعوا ثمناً أعلى لغذائهم، وسبباً في تراجع جدوى الاستثمارات التي كان يمكن وضعها في حلول أكثر واقعية للطاقة. غير أنه استدرك: "هذا لا يعني أننا ينبغي أن ندير ظهورنا لمصادر الطاقة المتجدّدة، بل على العكس من ذلك تماماً، فإننا بالفعل في (أرامكو السعودية) نستثمر في هذا المجال، مع التركيز بصورة خاصة على الطاقة الشمسية". ولمواجهة تحديات الطاقة المستقبلية، دعا الفالح إلى تبني المزيد من سياسات الطاقة الأكثر ملاءمة والخاضعة لحركة السوق، والبحث التعاوني الذي يعود بالنفع على الجميع، وتطوير الشراكات لتحقيق عوائد أفضل من حيث التكلفة والكفاءة. كما أكد ضرورة الموازنة بين الحتميتين التوأم في مجال التنمية، وهما؛ التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من ناحية، والمحافظة على البيئة، من ناحية أخرى.