أكد رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح في الجلسة الافتتاحية لندوة حوار الطاقة الأولى التي ينظمها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض أن حوار الطاقة يأتي في لحظة مناسبة يحتاج فيها الحوار العالمي الجاري حول الطاقة عموماً وحول البترول بوجه خاص إلى إعادة صياغة في ضوء العديد من الوقائع المستجدة ذات الأثر الواسع النطاق. وقال الفالح في ورقة العمل التي قدمها وتناول فيها ضرورة إعادة صياغة حوار الطاقة أن هناك أربع معطيات وحقائق جديدة لها آثارها التحويلية المهيمنة على صناعة الطاقة العالمية التي يمكن أن تقلب "مصطلحات حوار الطاقة العالمي رأسا على عقب"، مشيرا إلى أنه إذا أردنا أن نمهد الطريق لمستقبل أمثل للطاقة فإنه ينبغي أن يكون تحليلنا الجماعي أكثر قوة ومناقشاتنا أكثر واقعية كما ينبغي في الوقت نفسه أن تكون هذه التحليلات والمناقشات أكثر شمولية وتدرجاً مما كانت عليه في الماضي.وأضاف أن ظهور زيادة في إمدادات النفط والغاز على الصعيد العالمي وفشل أنواع الطاقة البديلة في اكتساب قوة دفع وعجز الاقتصادات عن تحمل الأهداف ذات التكلفة العالية في مجال الطاقة وتغير الأولويات العالمية أمور تتطلب نهجا أكثر مرونة يستطيع التعامل مع شكوك وتحديات المستقبل.ورأى رئيس شركة أرامكو السعودية أنه قد تلاشى الحديث اليوم عن ندرة النفط والغاز من الصحافة الخاصة بالطاقة ومن وسائل الإعلام عموماً لتحل محله أخبار حول وفرة الإمدادات، مبينا أنه إلى جانب الوفرة في احتياطيات النفط التقليدية فهناك موارد هائلة من المواد الهيدروكربونية غير التقليدية القابلة للتطوير في أنحاء العالم ويمكن إنتاجها بصورة عملية واقتصادية.وأوضح إن التقديرات تشير إلى أن احتياطيات الغاز غير التقليدية المتاحة حول العالم تبلغ نحو 35 ألف تريليون قدم مكعبة مقارنة باحتياطيات الغاز التقليدية المؤكدة البالغة 6400 تريليون قدم مكعبة وإنه رغم استهلاك العالم في العام الماضي لنحو 30 بليون برميل من النفط فقد زادت احتياطيات النفط العالمية بصورة فعلية بنحو سبعة بلايين برميل مع تزايد تحول الشركات للتنقيب في المناطق الأكثر خطورة.وتطرق المهندس خالد الفالح إلى تراجع وتيرة نمو مصادر الطاقة المتجددة وغيرها من بدائل الطاقة، مشيراً إلى مصطلح "الفقاعات الخضراء" الذي ظهر قبل بضع سنين فيما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، واصفاً إياه بالبعد عن الواقعية والإفراط في التفاؤل من جانب الحكومات وأنه كان سببا في فشل الشركات في التخفيف عن المستهلكين الذين كان عليهم أن يدفعوا ثمناً أعلى لغذائهم وسبباً في تراجع جدوى الاستثمارات التي كان يمكن وضعها في حلول أكثر واقعية للطاقة. وأفاد في كلمته خلال منتدى حوار الطاقة أن فشل التقديرات غير الواقعية بشأن الجدوى التجارية للمصادر المتجددة الذي عليها أن تضع في اعتبارها عدداً من الحقائق الاقتصادية التي يمر بها العالم، مستدركا بقوله أنه لا يعني أننا ينبغي أن ندير ظهورنا لمصادر الطاقة المتجددة بل على العكس من ذلك تماماً" فإننا بالفعل في أرامكو السعودية نستثمر في هذا المجال مع التركيز بصورة خاصة على الطاقة الشمسية" فنحن نعتقد أن بدائل الطاقة يمكنها أن تسهم في إمدادات الطاقة العالمية بأكثر مما تفعل في الوقت الحاضر، ونحن نرحب بهذا الإسهام المتزايد غير أنه ينبغي أن يكون التوسع في مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة البديلة منطقياً ومتدرجاً ومتوازناً مع أدائها الاقتصادي والبيئي والتقني". ودعا المهندس الفالح لمواجهة التحديات الطاقة المستقبلية إلى تبني المزيد من سياسات الطاقة الأكثر ملائمة والخاضعة لحركة السوق والبحث التعاوني الذي يعود بالنفع على الجميع وتطوير الشراكات لتحقيق عوائد أفضل من حيث التكلفة والكفاءة، مؤكدا ضرورة الموازنة بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من ناحية والمحافظة على البيئة من ناحية أخرى.