أكدت هيئة الغذاء والدواء أن التحذيرات المتعلقة بتسبب دواء «دابيجاتران» المضاد لتخثر الدم الذي تنتجه شركة «بورينجر إنجلهايم» الألمانية في حالات وفاة حول العالم بلغت 256، قد صيغ بطريقة وصفها ب«المقلقة بعض الشيء»، وحذرت بدورها من التوقف عن استخدامه دون استشارة طبية حتى لا تتعرض حياتهم للخطر. وأوضح مدير إدارة التسجيل الدوائي في هيئة الغذاء والدواء الدكتور هاجد الحشان أن الدواء المذكور متوفر بالمملكة ومسجل رسميا منذ عام 2009، وأن ما صرحت به الوكالة الأوروبية للأدوية من تحذير عن حدوث عدد من الوفيات بسبب تناوله لا تستدعي الخوف. وأكد أن الدواء مهم جدا للمرضى من الذين يشتكون من تخثر الدم أو خلل في وظائف القلب، مشيرا إلى أن الهيئة تقوم بدراسة أي منتج عبر المركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم بالتعاون مع 32 مستشفى لمتابعة أي أعراض جانبية قد تحدث بسبب أي دواء، وإلى الآن لم نبلغ بأي مشكلة حدثت بواسطة هذا الدواء. أما بخصوص حالات الوفيات التي ربطت بالدواء في تقرير الوكالة الأوروبية فلفت إلى أنها قد تكون طبيعية بسبب تقدم الحالة المرضية. لكنه أوضح أن الهيئة ستقوم بدراسة هذه التقارير للنظر في مدى مصداقيتها وصحتها وتقييم المعلومات وحالات الوفاة التي أوردتها. وطمأن الحشان مستخدمي الدواء بالمملكة بأنه لم تردهم أي مشكلة ناتجة من استخدامه ولم تبين الدراسات أي مشكلة على المنتج. وكانت مجلة «دير شبيجل» الألمانية أشارت إلى أن دواء «دابيجاتران» تسبب في وفاة مئات الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وذكرت المجلة في عددها المقرر صدوره غدا أنه استنادا إلى بيانات الوكالة الأوروبية للأدوية فقد سجلت 256 حالة وفاة بعد تناول أشخاص هذا الدواء حتى مطلع الشهر الجاري، وأن أكثر من 20 حالة سجلت في أوروبا، بينهم أربعة في ألمانيا. وفي الوقت نفسه ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «تسايت» الألمانية أن الشركة اعترفت حتى الآن بوفاة 50 شخصا فقط في جميع أنحاء العالم من جراء تناول الدواء. وجاء في تقرير المجلة أن الشركة أرسلت نهاية أكتوبر الماضي خطابات للأطباء في جميع أنحاء أوروبا تحذرهم من وصف هذا الدواء للمرضى الذين يعانون من قصور كلوي. وقد تم توجيه تحذيرات مشابهة لليابان من قبل بعدما توفى هناك 14 مريضا عقب الإصابة بنزيف داخلي حاد، كما حذرت سلطات الصحة في أستراليا ونيوزيلندا من الدواء أيضا. وذكرت «دير شبيجل» أنه لم يتم التأكد بشكل نهائي مما إذا كان دواء «دابيجاتران» هو السبب الحقيقي في وفاة هؤلاء الأشخاص. وأشارت المجلة إلى أنه من المحتمل أن يكون الدواء يمنع بقوة تخثر الدم بدرجة تؤدي إلى نزيف داخلي. يذكر أن هذا الدواء مصرح باستخدامه منذ عام 2008 للوقاية من التخثر عقب العمليات الجراحية وكوقاية من السكتات الدماغية لمرضى الارتجاف الأذيني منذ نهاية عام 2010.