عالمان ألمانيان اكتشفا عن طريق المصادفة ظاهرة تسمى بالتنافر المغناطيسي في إحدى تجاربهم لاختبار التوصيل الكهربائي، أساس هذا المبدأ هو إذا تعرض نوع معين من المواد يسمى بالمواد «فائقة التوصيل» مثل الألمنيوم، لدرجة حرارة منخفضة فإنه ينتج تيار كهربائي وتيار مغناطيسي، يعاكس كلا التيارين الآخر، مما يسبب حدوث تنافر شديد.. استعمل اليابانيون هذا المبدأ في صناعة قطار فائق السرعة يصل بين مدينتين يابانيتين تبعدان مئات الكيلومترات في مدة زمنية تتراوح بين ساعة وساعتين.. صنعت قضبانه من الزنك أو الألمنيوم، إذا تعرضت لدرجة حرارة منخفضة جدا فإنه يصدر التيار كهربائي والمغناطيسي.. ويحدث التنافر الذي يجعل القطار يبتعد عن الأرض مسافة بسيطة، فيقل الاحتكاك.. مما يزيد سرعة القطار بشكل كبير ويقلل استهلاك الوقود.. تعتبر اليابان أول من صنع مسارا للقطار المغناطيسي لاختباره في مقاطعة ميزاكي، وتبلغ سرعة قطاراتها المغناطيسية 581 كم/ساعة! لكنها لم تخترعه؛ حيث إن المخترع الفرنسي إيملي باشليت في عام 1914 هو أول من فكر بالقطار المغناطيسي وصنع نموذجا مصغرا عنه.. وهكذا أمكن لليابانيين الوصول لمكاتب عملهم في المدن المجاورة خلال مدة زمنية قياسية، بينما مازلنا عالقين في الاختناقات المرورية وحوداث السيارات التي تستقبلنا كل صباح وظهيرة.. حكت لي إحدى زميلاتي عندما كانت بالحافلة متجهة إلى المنزل بعد انتهاء الدراسة، اتصل بها شقيقها مبلغا إياها أنه سيسافر إلى الدمام بالسيارة.. وبعد مدة زمنية ليست بالقليلة اتصل بها مجددا قائلا إنه وصل! بينما هي مازالت عالقة في طريق العودة للمنزل!