أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله، عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وحث الحجاج على الإخلاص في العمل وأن يتبعوا السنة النبوية المطهرة، وأن يتجنبوا ما ينقض الحج والرفث والجدل والفسق، إلى جانب السكينة والرفق والشفقة والرحمة بإخوانهم الحجاج لاسيما في مواطن الازدحام وأثناء الطواف وعند رمي الجمار وعند أبواب المسجد الحرام، وأن يستشعروا عظمة العبادة وحجم الموقف، مؤكدا أن في مناسك الحج تربية على إفراد الله بالعبادة والسؤال والطلب مع التوكل عليه. وحذر آل طالب في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام من أن يحول الحج إلى ما يتنافى مع مقاصده فلا دعوة إلا إلى الله وحده ولا شعار إلا شعار التوحيد والسنة، مشيرا إلى أن الحج عبادة فريدة تجمع ملايين البشر وهذا التجمع فيه روح الإيمان العظيم وفيه اجتماع الأمة وائتلافها، وفيه تظهر أخلاقها وقيمها قيم التسامح والإخاء والعدل والأخوة والمحبة والقناعة والبساطة، كما أنه من الحج نستلهم المراجعات السلوكية في كثير من القيم والأخلاق وأن الحج جهاد ولابد في الجهاد من مشقة وترك الترف. وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام في ختام خطبته بأن المملكة تجند طاقاتها وإمكانياتها الآلية والبشرية ومؤسساتها الحكومية والأهلية لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتيسير حجهم، مطالبا الحجاج بالالتزام واتباع التعليمات المنظمة للحج والتعاون مع أجهزة الدولة. وقال إن هذه الأيام، أيام الحج عظم الله أمرها وشرف قدرها وأقسم بها في كتابه العزيز، مشيرا إلى أن في اليوم الثامن من ذي الحجة يحرم من يريد الحج ويذهب إلى منى ويصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء كل في وقتها يقصر فيها الرباعية، ويبيت في منى ليلة التاسع من ذي الحجة وإذا طلعت شمس اليوم التاسع توجه إلى عرفة وصلى بها الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم يقف على صعيد عرفات ويكثر من ذكر الله تعالى ويسأله من خير الدنيا والآخرة، أما من لم يكن حاجا فيستحب أن يصوم يوم عرفة محتسبا أن يكفر الله له العام الماضي والسنة التالية.